الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } * { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } * { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

{ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ } مواصفاتها لنقف عليها.

وفي رواية القمّي: فعلموا أنهم أخطأوا { قَالَ إِنّهُ } إنّ الله { يَقُولُ } بعد ما سأل ربه { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ } لا كبيرة { وَلاَ بِكْرٌ } ولا صغيرة { عَوَانٌ } وسط { بَيْنَ ذَلِكَ } بين الفارض والبكر { فَافْْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } إذا أمرتم به.

{ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لُوْنُها } أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها { قَالَ إنّهُ يَقُولُ } إنّ الله يقول { إنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا } حسنة الصفرة ليس بناقص يضرب إلى البياض ولا بمشبع يضرب إلى السواد { تَسُرُّ النّاظِرِينَ } إليها لبهجتها وحسنها وبريقها.

{ (70) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ } ما صفتها يزيد في صفتها { إنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وإنّا إنْ شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ } وفي الحديث النبوي " لو لم يستثنوا لما بيّنت لهم آخر الأبد ".

{ (71) قَالَ إنّهُ يَقُولُ إنّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ } لم تذلل لإِثارة الأرض ولم تُرض بها { وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ } ولا هي مما تجر به الدلاء للزرع ولا تدير النواعير قد أُعفيت من ذلك أجمع { مُسَلَّمَةٌ } من العيوب كلها { لاَشِيَةَ فَيهَا } من غيرها.

في العيون والعياشي عن الرضا عليه السلام لو عمدوا إلى أي بقرة أجزئهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم، وفي تفسير الامام عليه السلام فلما سمعوا هذه الصفات قالوا يا موسى أفقد أمرنا ربنا بذبح بقرة هذه صفتها قال: بلى ولم يقل موسى في الابتداء ان الله قد أمركم بل قال: يأمركم لأنه لو قال إن الله أمركم لكانوا إذ قالوا: ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي وما لونها كان لا يحتاج أن يسأله ذلك عز وجل ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول أمركم ببقرة فأي شيء وقع عليه اسم البقرة فقد خرجتم من أمره إذا ذبحتموها فلما استقرّ الأمر عليهم طلبوا هذه البقرة فلم يجدوها إلا عند شاب من بني إسرائيل أراه الله في منامه محمداً وعلياً وطيّبي ذريتهما عليهم السلام فقالا له إنك كنت لنا محباً مفضلاً ونحن نريد أن نسوق إليك بعض جزائك في الدنيا فإذا راموا شراء بقرتك فلا تبعها إلا بأمر امّك فان الله يلقّنها ما يغنيك به وعقبك ففرح الغلام وجاء القوم يطلبون بقرته فقالوا بكم تبيع بقرتك هذه قال: بدينارين والخيار لأمي قالوا رضينا بدينار فسألها فقالت بأربعة فأخبرهم فقالوا نعطيك دينارين فأخبر أمّه فقالت ثمانية فما زالوا يطلبون على النصف مما تقول أمّه ويرجع إلى أمّه فتضعف الثمن حتّى بلغ ثمنها ملأ مسك ثوراً أكثر مما يكون ملأ دنانير فأوجبت لهم البيع ثم ذبحوها { قَالُوا الآنْ جِئْتَ بِالْحَقِّ } في رواية القمّي عرفناها هي بقرة فلان فذهبوا ليشترواها فقال لا أبيعها إلا بملء جلدها ذهباً فرجعوا إلى موسى فأخبروه فقال لهم موسى لا بد لكم من ذبحها بعينها فاشتروها بملء جلدها ذهباً.

السابقالتالي
2