الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ (28) { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ الخطاب لكفّار قريش واليهود { وَكُنتُمْ أَمْواتاً } في أصلاب آبائكم وأرحام أمهاتكم { فأَحْيَاكُمْ } أجرى فيكم الروح وأخرجكم أحياء { ثُمَّ يُمِيِتُكُمْ } في هذه الدنيا ويقبركم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } في القبور وينعّم فيها المؤمنين ويعذّب الكافرين { ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة بأن تموتوا في القبور بعد الاحياء ثمّ تحيوا للبعث يوم القيامة ترجعون إلى ما وعدكم من الثواب على الطاعات إن كنتم فاعليها ومن العقاب على المعاصي إن كنتم مقارفيها.

{ (29) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً }: قال أمير المؤمنين عليه السلام خلق لكم لتعتبروا به وتتوصّلوا به إلى رضوانه وتتقّوا من عذابه نيرانه { ثُمَّ اسْتَوَى إلىَ السّمَاءِ } أخذ في خلقها واتقانها { فَسَوَّاهُنَّ } وقيل عدّلهن مصونة عن العوج والفتور والضمير مبهم يفسره ما بعده { سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيْمٌ } ولهذا خلق ما خلق كما خلق لصالحكم على حسَب ما اقتضته الحكمة.

{ (30) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ } الذين كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها الجنّ بنيّ الجان وخفّفت العبادة.

والقمّي عن الصادق عليه السلام إن إبليس كان بين الملائكة يعبد الله في السماء وكانت الملائكة تظنّه منهم ولم يكن منهم وذلك ان الله خلق خلقاً قبل آدم وكان إبليس حاكماً فيهم فأفسدوا في الأرض وَعَتَوْا وسفكوا بغير حقّ فبعث الله عليهم الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه معهم إلى السماء فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله آدم فلمّا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وظهر ما كان من حَسَد إبليس له واستكباره علمت الملائكة أنّه لم يكن منهم، وقال إنّما دخل في الأمر لكونه منهم بالولاء ولم يكن من جنسهم.

والعيّاشي عنه عليه السلام أنه سئل عن إبليس أكان من الملائكة أو هل يلي شيئاً من أمر السماء؟ قال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء وكان من الجنّ وكان مع الملائكة وكانت الملائكة ترى أنّه منها وكان الله يعلم أنّه ليس منها فلمّا أمر بالسّجود كان منه الذي كان.

وفي الكافي: عنه عليه السلام مثله إلى قوله ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء وزاد بعده ولا كرامة { إنّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } بَدَلاً منكم ورافعكم منها فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم.

وفي رواية خليفة تكون حجّة لي في أرضي على خلقي كما يأتي { قَالوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ } كما فعلته الجنّ بني الجانّ الذين قد طردناهم عن هذه الأرض { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } ننزّهك عمّا لا يليق بك من الصفات { وَنُقَدِّسُ لَكَ } نطهّر أرضك ممّن يعصيك.

السابقالتالي
2 3 4