الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } * { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ (279) فَإِن لَمْ تَفْعَلُوا فَأَذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ } فاعلموا بها من أذن بالشيء إذا علم به وقرئ بمدّ اللف وكسر الذّال من الايذان بمعنى الاعلام فانهم إذا علموا أعلموا بدون العكس فهو آكد والتنكير للتعظيم.

في الكافي عن الصادق عليه السلام " درهم رباً أشد عند الله من سبعين زنية كلها بذات محرم ".

وزاد القمي في بيت الله الحرام وقال " الرّبوا سبعون جزءاً أيسره مثل أن ينكح الرجل أمه في بيت الله الحرام ".

وفي الفقيه والتهذيب عن أمير المؤمنين عليه السلام " لعن رسول الله الرّبوا وآكله وبايعه ومشتريه وكاتبه وشاهديه ".

{ وَإِنْ تُبْتُمْ } من الإِرتباء واعتقاد حلّه { فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ } المديونين بأخذ الزيادة { وَلاَ تُظْلَمُونَ } بالمطل والنقصان منها.

{ (280) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ } إن وقع في غرمائكم ذو اعسار { فَنَظِرَةٌ } فانظار أي فانظروه إلى { مَيْسَرَةٍ } وقرئ بضم السين إلى وقت يسار { وَأَنْ تَصَدَّقُوا } وقرئ بتخفيف الصَّاد تتصدّقوا بالإِبراء { خَيْرٌ لَكُمْ } أكثر ثواباً من الانظار { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } في الكافي عن الصادق عليه السلام قال " صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر ذات يوم فحمد الله واثنى عليه وصلّى على أنبيائه ثم قال أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب الا ومن أنظر منكم معسراً كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ما له حتى يستوفيه " ثم قال أبو عبد الله عليه السلام وإن كان ذو عسرة فَنَظْرَة إلى ميسرة وإن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون أنّه معسر فتصدّقوا عليه بما لكم عليه، وعنه عليه السلام قال من أراد أن يظلّه الله يوم لا ظلّ إلاَّ ظلّه قالها ثلاثاً فهابه الناس أن يسألوه فقال فلينظر معسراً أو ليدع له معه من حقه، وعنه عليه السلام قال خلّوا سبيل المعسر كما خلاه الله.

وعنه عليه السلام أنه جاء إليه رجل فقال له يا أبا عبد الله قرض إلى ميسرة فقال له أبو عبد الله عليه السلام إلى غلّة تدرك فقال الرجل لا والله قال فالى تجارة تؤوب قال لا والله قال فالى عقدة تباع فقال لا والله فقال أبو عبد الله عليه السلام فأنت ممن جعل الله له من أموالنا حقاً ثم دعا بكيس فيه دراهم فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة.

وفيه والعياشي عن الرضا عليه السلام انه سئل عن هذه النظرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه لها حدّ يعرف إذا صار هذا المعسر لا بدّله من أن ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله وليس له غلّة ينتظر إدراكها ولا دين ينتظر محلّه ولا مال غائب ينتظر قدومه قال نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله فان كان أنفقه في معصية الله فلا شيء له على الإمام قيل فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصية الله قال يسعى له فيما له فيرده وهو صاغر.

السابقالتالي
2 3 4