الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } * { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَٰواْ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَٰواْ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَٰواْ فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَٱنْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى ٱللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ (272) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } لا يجب عليك أن تجعلهم مهتدين إلى الانهاء عمّا نهوا عنه من المنّ والأذى والانفاق من الخبيث وغير ذلك وما عليك إلا البلاغ { وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } يلطف بمن يعلم أن اللطف ينفع فيه فينتهي عما نهى عنه { وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ } من مال { فَلأنفُسِكُمْ } فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم فلا تمنّوا به على من تنفقونه عليه ولا تؤذوه { وَمَا تُنفِقُونَ } وليست نفقتكم { إلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ } الا لطلب ما عنده فما بالكم تمنّون بها وتنفقون الخبيث الذي لا يتوجه بمثله إلى الله { وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إلَيْكُمْ } ثوبه أضعافاً مضاعفة ولا عذر لكم في أن ترغبوا عن النفاق على أحسن الوجوه وأجملها { وَأَنتُمْ لا تُظْلَمُونَ } لا تنقصون ثواب نفقتكم.

{ (273) لِلْفُقَراءِ } اعمدوا للفقراء أو صدقاتكم للفقراء { الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ } أحصرهم الجهاد { لا يَسْتَطِيعُونَ } لاشتغالهم به { ضَرْباً فِي الأَرْضِ } ذهاباً بها للكسب.

في المجمع عن الباقر عليه السلام أنها نزلت في أصحاب الصفة قيل كانوا نحواً من أربعمائة من الفقراء المهاجرين يسكنون صفة المسجد يستغرقون أوقاتهم بالتعلّم والعبادة وكانوا يخرجون في كل سرية يبعثها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ } بحالهم وقرئ بفتح السين حيث وقع من تصاريف المستقبل { أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } من أجل تعفّفهم عن السؤال { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } من صفرة الوجه ورثاثة الحال { لاَ يَسْأَلُونَ النّاسَ إلْحَافاً } إلحاحاً وهو أن يلازم المسؤول حتى يعطيه { وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } ترغيب في الانفاق ولا سيما على هؤلاء.

{ (274) الَّذِين يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ والْنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.

في المجمع والجوامع عن ابن عباس نزلت في عليّ عليه السلام كان معه أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية قال وروي ذلك عن الباقر والصادق صلوات الله عليهما.

والعياشي عن أبي إسحاق قال كان لعلي بن ابي طالب أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فقال يا علي ما حملك على ما صنعت قال انجاز موعد الله فأنزل الله الآية.

وفي الفقيه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنها نزلت في النفقة على الخيل قال وروي أنها نزلت في أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وكان سبب نزولها أنها كان معه أربعة دراهم فتصدّق بدرهم بالليل وبدرهم بالنهار وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية فنزلت فيه هذه الآية قال والآية إذا نزلت في شيء فهي منزلة في كل يجري فيه والاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وجرت في النفقة على الخيل وأشباه ذلك.

السابقالتالي
2 3