الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ (257) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا } متولي أمورهم { يُخْرِجُهُم } بهدايته وتوفيقه { مِنَ الظُّلُمَاتِ } ظلمات الجهل والذنوب { إِلَى النُّورِ } نور الهدى والمغفرة.

في الخصال عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال المؤمن يتقلب في خمسة من النور مدخله نور ومخرجه نور وعلمه نور وكلامه نور ومنظره يوم القيامة النور.

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ } في الكافي عن الباقر عليه السلام أولياؤهم الطواغيت. القمّي وهم الظالمون آل محمد عليهم السلام أولياؤهم الطاغوت وهم الذين تبعوا من غصبهم { يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ } قيل من نور الفطرة إلى فساد الاستعداد.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام النور آل محمد عليهم السلام والظلمات عدوهم وعن ابن ابي يعفور قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلاناً وفلاناً لهم امانة وصدق ووفاء وأقوام يتولونكم ليست لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق قال فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالساً فأقبل علي كالغضبان ثم قال لا يدن لمن دان الله بولاية امام جائر وليس من الله ولا عتب على من دان الله بولاية امام عادل من الله قلت لا دين لأولئِك ولا عتب على هؤلاء قال نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ثم قال الا تسمع لقول الله عز وجل الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتكم كل إمام عادل من الله عز وجل وقال والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار. وزاد العياشي بعد قوله إلى الظلمات قال قلت اليس الله عنى بهذا الكفار حين قال والذين كفروا قال فقال وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات انما عنى بهذا إلى آخر الحديث { أُوْلئِكَ اَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } العياشي عن الصادق عليه السلام في آخر الحديث السابق بروياة أخرى فأعداء علي أمير المؤمنين عليه السلام هم الخالدون في النار وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة، القمي هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين.