الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ (256) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } القمّي أي لا يكره أحد على دينه إلا بعد ان تبين الرشد من الغي وقيل يعني ان الاكراه في الحقيقة الزام الغير فعلا لا يرى فيه خيراً فيحمله عليه ولكن قد تبين الرشد من الغي تميز الإيمان من الكفر بالآيات الواضحة ودلت الدلائل على أن الإيمان رشد يوصل إلى السعادة الأبدية والكفر غي يؤدي إلى الشقاوة السرمدية والعاقل متى تبين له ذلك بادرت نفسه إلى الإيمان طلباً للفوز بالسعادة والنجاة ولم يحتج إلى الإكراه والإلحاح وقيل اخبار في معنى النهي أي لا تكرهوا في الدين وهو اما عام منسوخ بقوله جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم وامّا خاص بأهل الكتاب إذا أدّوا الجزية.

أقول: ان اريد بالدين التشيّع كما يستفاد من حديث ابن ابي يعفور الآتي وأوّل تمام الآية بولايتهم عليهم السلام فهو اخبار في معنى النهي من غير حاجة إلى القول بالنسخ والتخصيص { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ } الشيطان كذا في المجمع عن الصادق عليه السلام.

أقول: ويعم كل ما عبد من دون الله من صنم أو صاد عن سبيل الله كما يستفاد من أخبار اخر فالطاغوت فعلوت من الطغيان.

القمّي هم الذين غصبوا آل محمد حقهم عليهم السلام.

{ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ } بالتوحيد وتصديق الرسل { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } طلب الامساك من نفسه بالحبل الوثيق وهي مستعارة للمتمسك المحق من النظر الصحيح والدين القويم.

في الكافي عن الصادق عليه السلام هي الإيمان بالله وحده لا شريك له.

وعن الباقر عليه السلام هو مودتنا أهل البيت.

{ لاَ انْفِصَامَ لَهَا } لا انقطاع لها.

في المعاني عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية أخي ووصيي عليّ بن ابي طالب صلوات الله عليه فانه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه ".

{ وَاللهُ سَمِيعٌ } بالأقوال { عَلِيمٌ } بالنيات.