الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ }

{ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا } من أين يكون له ذلك ويستأهل { وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ } وراثة ومكنة { وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً } فضيلة وسعةً { فِي العِلمِ والْجِسْمِ واللهُ يُؤتي مُلْكَهُ مَن يَشاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ } واسع الفضل يوسّع على الفقير ويغْنيه { عَلِيمٌ } بمن يليق بالملك لما استبعدوا تملكه لفقره رد عليهم بأن العمدة فيه اصطفاء الله وقد اختاره عليكم وهو أعلم بالمصالح وبأن الشرط فيه وفور العلم ليتمكن به من معرفة الأمور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم خطراً في القلوب وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب لا ما ذكرتم وقد زاده الله فيهما قيل وكان الرجل القائم يمد يده فينال رأسه وبأنّه تعالى مالك الملك على الاطلاق فله أن يؤتيه من يشاء وبأنه وساع الفضل يغنيه عليم به إذ يصطفيه.

القمي عن الباقر عليه السلام ان بني إسرائيل بعد موسى عملوا بالمعاصي وغيّروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاههم فلم يطيعوه، وروي أنه ارميا النبي فسلّط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذاهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأخذ أموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا إلى نبيهم وقالوا سل الله أن يبعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر ولم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد فمن ذلك قالوا إبعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيّهم هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألاّ تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائنا وكان كما قال الله تعالى فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكاً فغضبوا من ذلك وقالوا انّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال وكانت النبوة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف وكان طالوت من ولد ابن يامين أخي يوسف لأمه ولم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة قال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم وكان أعظمهم جسماً وكان شجاعاً قوياً وكان أعلمهم الا أنه كان فقيراً فعابوه بالفقر لم يؤت سعةً من المال.

{ (248) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبِّكُمْ وَبَقِيّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ } قال عليه السلام وكان التابوت الذي أنزله الله على موسى فوضعته فيه أمه فألقته في اليم وكان من بني إسرائيل يتبرّكون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيّه فلم يزل التّابوت بينهم فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي وبعث الله طالوت إليهم ملكاً يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله تعالى { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة } قال البقية ذريّة الأنبياء.

السابقالتالي
2 3