الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ }

{ (211) سَلْ بَنِي إسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ } معجزة ظاهرة على أيدي أنبيائهم أو آية في التوراة شاهدة على صحة نبوة محمد.

في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه كان يقرأ كم آتيناهم من آية بيّنة فمنهم من آمن ومنهم من جَحَدَ ومنهم من اقرّ ومنهم من بدّل.

والعياشي لم يذكر القراءة وإنما روى الزيادة كأنها تفسير وأورد أنكر مكان بدل { وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ } آياته التي هي سبب الهدى والنجاة الذين هما من أَجَلّ النِّعم يجعلها سبب الضلالة وازدياد الرجس { مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ } من بعد ما عرفها أو تمكن من معرفتها { فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } فيعاقبه أشد عقوبة لأنه ارتكب أشد جريمة.

{ (212) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } حسنت في أعينهم واشربت محبّتها في قلوبهم حتّى تهالكوا عليها { وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } من فقراء المؤمنين الذين لا حظ لهم منها { وَالَّذِينَ اتّقَوْا } من المؤمنين { فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لأنهم في علّيين وفي الكرامة وهم في سجين وفي الندامة { وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ } في الدارين { بِغَيْرِ حِسَابٍ } بغير تقدير فيوسع في الدنيا استدراجاً تارة وابتلاء أخرى ويعطي أهل الجنة ما لا يحصى.

{ (213) كَانَ النّاسُ أُمّةً وَاحِدَةً } العياشي عن الصادق عليه السلام قال كان هذا قبل بعث نوح كانوا امة واحدة فبدا الله فأرسل الرسل قبل نوح عليه السلام قيل أعلى هدى كانوا أم على ضلالة قال بل كانوا ضلالاً لا مؤمنين ولا كافرين ولا مشركين. وفي رواية أخرى له عنه قال وذلك أنه لما انقرض آدم وصالح ذريته بقي شيث وصيّه لا يقدر على اظهار دين الله الذي كان عليه آدم وصالح ذرّيته وذلك أن قابيل توعّده بالقتل كما قتل أخاه هابيل فسار فيهم بالتقيّة والكتمان فازدادوا كل يوم ضلالاً حتى لحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله فبدا الله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا قد فرغ من الأمر وكذبوا إنما هي شيء يحكم به الله في كل عام ثم قرأ فيها يفرق كل أمر حكيم فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك قيل أفضلالاً كانوا قبل النبيين أم على هدى قال لم يكونوا على هدى كانوا على فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله اما تسمع بقول إبراهيم لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين أي ناسياً للميثاق.

وفي الكافي عنه عليه السلام قال كان قبل نوح امّة ضلال فبدا الله فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل وكذبوا يفرق في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر بقدر ما يشاء أن يقدر إلى مثلها.

السابقالتالي
2