الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ للَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ (195) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ } في الجهاد وسائر أبواب البر { وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلى التّهْلُكَةِ } بالإِسراف وتضييع وجه المعاش وبكل ما يؤدي إلى الهلاك، في المجالس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم قال طاعة السلطان واجبة ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ودخل في نهيه ان الله يقول: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } { وَأَحْسِنُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.

في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام قال لو أن رجلاً أنفق ما في يديه في سبيل من سبل الله ما كان أحسن ولا وفق للخير أليس يقول الله: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } يعني المقتصدين.

وفي المحاسن عنه عليه السلام قال إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعماءة وذلك قول الله سبحانه:يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ } [البقرة: 261] فأحسنوا أعمالكم التي تعلمونها لثواب الله فقيل له وما الاحسان فقال إذا صليت فاحسن ركوعك وسجودك وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجّك وعمرتك قال وكل عمل تعمله لله فليكن نقياً من الدنس.

{ (196) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ } ائتوا بهما تامين كاملين بشرائطهما وأركانهما ومناسكهما { لِلهِ } خالصاً وهو نص في وجوب العمرة كوجوب الحج.

في الكافي والعياشي سئل الصادق عليه السلام عن هذه الآية فقال هما مفروضان.

وفيه وفي العلل والعياشي عنه عليه السلام قال العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج على من استطاع لأن الله يقول واتمّوا الحج والعمرة لله قيل فمن تمتّع بالعمرة إلى الحج أيجزي ذلك عنه قال: نعم.

وفي رواية قال يعني بتمامهما أداؤهما واتقاء ما يتّقي المحرم فيهما.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين والسجاد صلوات الله عليهما يعني أقيموهما إلى آخر ما فيهما.

وفي الخصال والعيون عنه عليه السلام تمامهما اجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج.

والعياشي عنهما ما في معناه.

وفي الكافي عنه عليه السلام قال إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله كثيراً وقلة الكلام الا بخير فان من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الا من خير كما قال الله تعالى:فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ } [البقرة: 197] وفيه عن الباقر عليه السلام قال تمام الحج لقاء الامام.

وعن الصادق عليه السلام إذا حج أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج.

أقول: وفي هذا الزمان زيارة قبورهم تنوب مناب زيارتهم ولقائهم كما يستفاد من أخبار أُخر ولا منافاة بين هذه الأخبار لأن ذلك كلّه من تمام الحج { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ } منعكم خوف أو عدو أو مرض عن المضي إليه وأنتم محرمون بحج أو عمرة فامتنعتم لذلك كذا عنهم عليهم السلام رواه في المجمع.

السابقالتالي
2 3