الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ (188) وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ } لا يأكل بعضكم مال بعض { بِالْبَاطِلِ } بالوجه الذي لا يحل ولم يشرعه الله.

وفي المجمع عن الباقر يعني بالباطل اليمين الكاذبة يقتطع به الأموال.

وفي الفقيه والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل الرجل منا يكون عنده الشيء يبتلغ به وعليه الدين أيطعمه عياله حتى يأتيه الله تعالى بميسرة فيقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسبة أو يقبل الصدقة فقال يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس إلا وعنده ما يؤدي إليهم ان الله عز وجل يقول ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل { وَتُدْلُوا بِهَا إلى الْحُكّامِ } عطف على المنهيّ أو نصب باضمار ان، والادلاء الالقاء أي ولا تلقوا أمرها والحكومة فيها إلى الحكام { لِتأْكُلُوا } بالتحاكم { فَرِيقاً } طائفة { مِنْ أَمْوَالِ النّاسِ بِالإِثْمِ } بما يوجب إثماً كشهادة الزّور واليمين الكاذبة أو بالصلح مع العلم بأن المقضي له ظالم { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنكم مبطلون.

في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال إن الله عز وجل قد علم أن في الأمة حكّاماً يجورون إما إنه لم يعن حكام أهل العدل ولكنه عنى حكام أهل الجور.

والقمّي قال العالم عليه السلام قد علم الله أنه يكون حكام يحكمون بغير الحق فنهى أن يتحاكم إليهم لأنهم لا يحكمون بالحق فيبطل الأموال.

وفي التهذيب والعياشي عن الرضا عليه السلام أنه كتب في تفسيرها ان الحكّام القضاة ثم كتب تحته وهو أن يعلم الرجل أنه ظالم فيحكم له القاضي فهو غير معذور في أخذه ذلك الذي حكم له إذا كان قد علم أنه ظالم.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام كانت قريش تقامر الرجل أهله وماله فنهاهم الله.

أقول: الآية تعمّ الكل ولا تنافي بين الأخبار.

{ (189) يسْاَلُونَكَ عَنِ الأهِلّةِ } عن أحوالها في زيادتها ونقصانها ووجه الحكمة في ذلك { قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنّاسِ وَالْحَجِّ } أي معالم يوقّت بها الناس عباداتهم ومزارعهم ومتاجرهم ومحال ديونهم وعدد نسائهم.

وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام لصومهم وفطرهم وحَجِّهم { وَلَيْسَ الْبِرُّ بأَنْ تَاْتُوا الْبُيُوتَ } وقرئ بكسر الباء حيث وقع { مِنْ ظُهُورِهَا } في المجمع عن الباقر عليه السلام كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها ولكنهم كانوا ينقبون في ظهور بيوتهم أي في مؤخرها نقباً يدخلون ويخرجون منه فنهوا عن التدين بها { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتّقَى } ما حرّم الله كذا عن الصادق عليه السلام { وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } وفي المحاسن والمجمع والعياشي عن الباقر عليه السلام يعني أن يأتي الأمر من وجهه أي الأمور كان.

أقول: ومنه أخذ أحكام الدين عن أمير المؤمنين عليه السلام وعترته الطّيبين لأنهم أبواب مدينة علم النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أجمعين كما قال

السابقالتالي
2