الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } * { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ وَآتَى ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ وٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ }

{ (173) إِنّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ } التي ماتت حتف أنفها بلا ذباحة من حيث اذن الله { وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ } ما ذكر اسم غير الله عليه من الذبائح وهي التي تتقرب بها الكفّار بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون الله { فَمَنْ اضْطُرَّ } إلى شيء من هذه المحرّمات { غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ } وهو غير باغ عند الضرورة على إمام هدى ولا معتد قوّال بالباطل في نبوة من ليس بنبي وإمامة من ليس بإمام.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام الباغي الذي يخرج على الإمام والعادي الذي يقطع الطريق لا تحل لهما الميتة.

والعياشي عنه عليه السلام ما في معناه وفي رواية الباغي الظالم والعادي الغاصب.

وفي التهذيب والعياشي عنه عليه السلام الباغي باغي الصيد والعادي السارق ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرا هي حرام عليهما ليس هي عليهما كما هي على المسلمين.

وفيه وفي الفقيه عن الجواد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام " سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقيل له إنّا نكون بأرض عراق فتصيبنا المخمصة فمتى تحل لنا الميتة قال ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتقبوا بقلاً فشأنكم بهذا " ، قال عبد العظيم فقلت له يا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله فما معنى قول الله عز وجل: { فمن اضطر غير باغ ولا عاد } فقال العادي السارق والباغي الذي يبغي الصيد بطراً ولهواً لا ليعود به على عياله ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرا هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار وليس لهما أن يقصّرا في صوم ولا صلاة في سفر، الحديث.

{ فَلاَ إثْمَ عَلَيْهِ } في تناول هذه الأشياء { إنَّ الله غَفُورٌ } ستار لعيوبكم { رَحِيمٌ } بكم حين أباح لكم في الضرورة ما حرمه لكم في الرخاء.

في الفقيه عن الصادق عليه السلام من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل شيئاً من ذلك حتى يموت فهو كافر.

{ (174) إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً من الدنيا يسيراً وينالون به في الدنيا عند الجهّال رئاسة { أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ } قيل أي ملء بطونهم يقال أكل في بطنه وأكل في بعض بطنه وفي الحديث كلوا في بعض بطنكم تعفوا { إِلاَّ النَّارَ } بدلاً من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } بكلام خير بل يلعنهم ويخزيهم وقيل هو كناية عن غضبه تعالى عليهم وتعريض لحرمانهم عن الزلفى من الله { وَلاَ يُزَكِّيِهمْ } من ذنوبهم قيل ولا يثني عليهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع في النار.

السابقالتالي
2 3