الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } * { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } * { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } ولنصيبنكم إصابة المختبر هل تصبرون على البلاء وتستسلمون للقضاء { بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } أي بالجنة كما مرّ.

وفي نهج البلاغة إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكّر ويزدجر مزدجر.

وفي الاكمال عن الصادق عليه السلام ان هذه علامات قيام القائم يكون من الله عز وجل للمؤمنين قال بشيء من الخوف من ملوك بني أمية في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم ونقص من الأموال فساد التجارات وقلّة الفضل ونقص من الأنفس الموت الذريع ونقص من الثمرات بقلّة ريع ما يزرع وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام ثم قال هذا تأويله ان الله عز وجل يقول وما يعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في العلم.

{ (156) الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } في الحديث كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة { قَالُوا إنّا لِلهِ وَإنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ }.

في نهج البلاغة: إن قولنا انا لله إقرار على أنفسنا بالملك وقولنا إنا إليه راجعون إقرار على أنفسنا بالهلك.

وفي المجمع: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم " " من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفاً صالحاً يرضيه، وقال قال من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعاً وان تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب ".

وفي الكافي: عن الباقر عليه السلام ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وكل ما ذكر مصيبة فاسترجع عند ذكره المصيبة غفر الله له كل ذنب فيما بينهما.

وعن الصادق عليه السلام من ذكر مصيبة ولو بعد حين فقال إنا لله وإنّا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين اللهم أجرني على مصيبتي واخلف علي أفضل منها كان له من الأجر مثل ما كان له عند أول صدمته.

وفي الخصال والعياشي: عنه عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " أربع خصال من كنّ فيه كان في نور الله الأعظم من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ومن إذا أصاب خيراً قال الحمد لله ومن إذا أصابته خطيئة قال استغفر الله وأتوب إليه ".

{ (157) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَة وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } قيل الصلاة من الله التزكية والمغفرة والرحمة واللطف والإحسان.

وفي الخصال والعياشي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم

السابقالتالي
2