الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } * { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } * { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }

{ (151) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ } أي ولأتمّ نعمتي عليكم كما أتممتها بارسال رسول منكم { يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا ويُزَّكِّيكُمْ } يحملكم على ما تصيرون به أزكياء قدّمه على التعليم باعتبار القصد وأخّره في دعوة إبراهيم باعتبار الفعل { وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } بالكفر والنظر إذ لا طريق إلى معرفته سوى الوحي وكرر الفعل ليدل على أنه جنس آخر.

{ (152) فَاذْكُرُونِي } بالطاعة { أَذْكُركُمْ } بالثواب { وَاشْكُرُوا لِي } ما أنعمت به عليكم { وَلاَ تَكْفُرونِ } بجحد النعم وعصيان الأمر بالكفر كفر النعم كذا في الكافي والعياشي عن الصادق، والقمّي عن الباقر صلوات الله عليهما ذكر الله لأهل الطاعة أكبر من ذكركم إياه ألا ترى أنّه يقول اذكروني أذكركم.

وفي الخصال: عن أمير المؤمنين عليه السلام اذكروا الله في كل مكان فانه معكم.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال الله عز وجل: " يا بن آدم اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من مَلئِكَ " وعنه عليه السلام في حديث عيسى يا عيسى اذكرني في نفسك اذكرك في نفسي واذكرني في ملئك اذكرك في ملأ خير من ملا الآدميين.

وعنه عليه السلام ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته.

وفي المجمع والعياشي عن الباقر عليه السلام قال قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم " ان الملك ينزل الصحيفة من أول النهار وأول الليل يكتب فيها عمل ابن آدم فأملوا في أولها خيراً وفي آخرها خيراً فان الله يغفر لكم ما بين ذلك انشاء الله فانه يقول اذكروني أذكركم ".

وفي الخصال عنه عليه السلام في البلاء من الله الصبر فريضة وفي القضاء من الله التسليم فريضة وفي النعمة من الله الشكر فريضة.

وعن السجّاد: من قال الحمد لله فقد أدى شكر كل نعم الله.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام شكر كل نعمة الورع عمّا حرّمه الله.

والعياشي عن الصادق عليه السلام أنه سئل هل للشكر حدّ إذا فعله الرجل كان شاكراً قال نعم قيل وما هو الحمد لله على كل نعمة أنعمها علي وإن كان له فيما أنعم عليه حق أداه ومنه قول الله:سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } [الزخرف: 13] حتى عدّ آيات.

{ (153) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالْصَّبْرِ } عن المعاصي وحظوظ النفس { وَالصَّلاةِ } التي هي أم العبادات ومعراج المؤمنين ومناجاة رب العالمين { إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ } بالنصر وإجابة الدعوة.

في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام في كلام له قال فمن صبر كرهاً ولم يشك إلى الخلق ولم يجزع بهتك ستره فهو من العام ونصيبه ما قال الله وبشّر الصابرين أي بالجنة ومن استقبل البلايا بالرّحب وصبر على سكينة ووقار فهو من الخاص ونصيبه ما قال ان الله مع الصابرين.

السابقالتالي
2