الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } * { وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } * { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } * { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } * { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } * { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }

{ (64) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } حكاية قول جبرئيل.

في المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله انه قال لجبرئيل ما منعك ان تزورنا فنزلت { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } وهو ما نحن فيه من الاماكن والاحانين لا ننتقل من مكان الى مكان ولا ننزّل في زمان دون زمان الاّ بأمره ومشيّته { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } تاركاً لك.

في التّوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية فانّ ربّنا تبارك وتعالى علوّاً كبيراً ليس بالذي ينسى ولا يغفل بل هو اللطيف الحفيظ العليم.

{ (65) رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } بيان لا متناع النّسيان عليه { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } خطاب للرّسول مرتّب عليه { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

في التّوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام تأويله هل تعلم احداً اسمه الله غير الله.

{ (66) وَيَقُولُ الإِنسانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } لما كانت هذه المقالة موجودة في جنسهم اسند الى الجنس.

وروي انّ ابي بن خلف اخذ عظاماً باليه ففتّها وقال يزعم محمد صلّى الله عليه وآله انّا نبعث بعد ما نموت.

{ (67) أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنسَانُ } وقرىء يذّكر من الذّكر الّّذي يراد به التفكّر { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } اي قدّرناه في العلم حيث كان لله ولم يكن معه شيء { وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } بل كان عدماً صرفاً.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لا مقدّراً ولا مكوّنا.

وفي المحاسن عنه عليه السلام قال لم يكن شيئاً في كتاب ولا علم.

والقمّي اي لم يكن ثمّة ذكره.

{ (68) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ } عطف او مفعول معه لما روي انّ الكفرة يحشرون مع قرنائهم من الشياطين الّذين اغووهم كلّ مع شيطانه في سلسلة { ثُمَّ لَنُحضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }

القمّي قال على ركبهم.

أقول: وهذا كما يكون المعتاد في مواقف التقاول وهو كقوله تعالىوَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } [الجاثية: 28].

{ (69) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ } من كلّ امّة شاعت دينا اي تبعت { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً } من كان اَعصى واعتى منهم فنطرحهم فيها.

{ (70) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً } اولى بالصّلي.

{ (71) وَإِن مِنكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا }

القمّي عن الصادق عليه السلام قال اما تسمع الرّجل يقول وردنا ماء بني فلان فهو الورود ولم يدخل { كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً } كان ورودهم واجباً اوجبه الله على نفسه وقضى به.

{ (72) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا } فيساقون الى الجنّة وقرىء ننجي بالتخفيف { وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } على هيئتهم كما كانوا.

السابقالتالي
2