الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } * { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } * { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } * { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }

{ (58) أُوْلَئِكَ } اشارة الى المذكورين في السّورة من زكريا الى ادريس (ع) { الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم } بأنواع النّعم الدينية والدنيويّة { مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } اي ومن ذريّة من حملنا خصوصاً وهم من عدا ادريس فانّ ابراهيم (ع) كان من ذريّة سام بن نوح { وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ } الباقون { وَإِسْرَائِيلَ } اي ومن ذرّية اسرائيل وكان منهم موسى وهرون وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وفيه دلالة على انّ اولاد البنات من الذّرية { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وََاجْتَبَيْنَا } للنبوّة والكرامة.

في المناقب والمجمع عن السّجاد عليه السلام نحن عنينا بها { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } خشية من الله واخباتاً له.

روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله " اتلوا القرآن وابكوا فان لم تبكوا فتباكوا " والبكيّ جمع باك كالسجّود في جمع ساجد وقرىء بكسر الباء.

{ (59) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } فعقّبهم وجاء من بعدهم عقب سوء يقال خلف صدق بالفتح وخلف سوء بالسّكون { أَضَاعُوا الصَّلاَةَ } اخّروها عن وقتها.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث وليس ان عجّلت قليلاً او اخّرت قليلاً بالّذي يضرّك ما لم تضيّع تلك الاضاعة فانّ الله عزّ وجلّ يقول لقوم اضاعوا الصّلوة الآية.

وفي المجمع عن امير المؤمين عليه السّلام اضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها من غير ان تركوها اصلاً { وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ }

في الجوامع عن امير المؤمنين عليه السلام من بني الشديد وركب المنظور ولبس المشهور { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } شرّاً.

{ (60) إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ } وقرء على البناء للمفعول { وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً }

{ (61) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالغَيْبِ إِنَّه كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } يأتيه اجله الموعود لهم او هو من اتى اليه احساناً اي مفعولاً منجزاً.

{ (62) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً } فضول كلام { إِلاّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } على عادة المتغمّين والتوسط بين الزّهادة والرّغابة.

في المحاسن وطبّ الأئمّة عن الصّادق عليه السلام انّه شكى اليه رجل ما يلقى من الاوجاع والتّخم فقال تغدّ وتعشّ ولا تأكل بينهما شيئاً فانّ فيه فساد البدن اما سمعت الله يقول لهم رزقهم فيها بكرة وعشيّاً القمّي قال ذلك في جنات الدّنيا قبل القيامة لأنّ البكرة والعشيّ لا يكونان في الآخرة في جنّات الخلد وانّما يكونان في جنات الدّنيا الّتي ينتقل اليها ارواح المؤمنين وتطلع فيها الشمس والقمر.

{ (63) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }

في التهذيب في ادعية نوافل شهر رمضان سبحان من خلق الجنّة لمحمّد وآل محمد سبحان من يورثها محمّداً وآل محمد وشيعتهم.