الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } * { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } * { مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } * { وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } * { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً } * { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } * { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } * { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً } * { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }

{ (1) الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ } يعني القرآن علم الله سبحانه عباده كيف يحمدونه على اجلّ نعمه عَليهم الّذي هو سَبَب نجاتهم { وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجاً } باختلال في اللفظ وتناقض في المعنى والعوج بالكسر في المعاني كالعَوج بالفتح في الأعيان.

{ (2) قَيِّماً } جعله مستقيماً معتدلاً لا افراط فيه ولا تَفريط.

القمّي قال هذا مقدَّم ومؤخّر لأنّ معناه الّذي اَنزل عَلى عبده الكتاب قَيِّماً وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجاً فقدّم حَرف عَلى حَرف { لِيُنذِرَ بَأْساً شَديداً } اي لينذر الّذين كفروا عذاباً شديداً { مِّن لَدُنْهُ } صادراً من عنده.

العيّاشي البَأس الشّديد عليّ عليه السّلام وهو من لدن رسول الله صلّى الله عليه وآله قاتل معه عدوّه { وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلوُنَ الصّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } هو الجنّة.

{ (3) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } بلا انقطاع.

{ (4) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً }

القمّي يعني قريشاً حيث قالوا انّ الملائكة بنات الله واليهود والنّصارى في قولهم عُزَيْرٌ ابنُ الله والمسيح ابن الله.

{ (5) مَّا لَهُم بِهِ } وبما يقولون { مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لأِبائِهِمْ } الّذين يقلّدونهم فيه بل يقولونه عن جهل مفرط وتوهّم كاذب { كَبُرَتْ كَلِمَةً } عظمت مقالتهم هذه في الكفر لما فيها من التشبيه والاشراك { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } استعظام لاجترائهم على اخراجها من افواههم { إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً }.

{ (6) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ }

القمّي عن الباقر عليه السّلام يقول قاتل نفسك { عَلى ءَاثارِهِمْ إِن لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ } بهذا القرآن { أَسَفاً } متعلّق بباخع نفسك وهو فرط الحزن والغضب كأنّهم اذ ولّوا عن الايمان فارقوه فشبّهه بمن فارقته اعزته فهو يتحسّر على آثارهم ويقتل نفسه تلهّفاً على فراقهم.

{ (7) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زينَةً لَهَا } ما يصلح ان يكون زينة لها ولأهلها من زخارفها { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } في تعاطيه وهو من زهد فيه ولم يغتّر به وقنع منه بالكفاف.

{ (8) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً }

القمّي يعني خراباً وعن الباقر عليه السّلام قال لا نبات فيها وهو تزهيد في الدّنيا وتنبيه على المقصود من حسن العمل.

وفي الكافي عن السّجاد عليه السّلام أنّ الله لم يحبّ زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من اوليائه ولم يرغّبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها وانّما خلق الدّنيا وخلق أَهلها ليبلوهم فيها ايّهم أَحسن عملاً لآِخرته.

{ (9) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ } في ابقاء حَياتهم على تلك الحال مدّة مديدة { كَانُوا مِنْ ءَايَاتِنَا عَجَباً } القمّي يقول قد اتيناك من الآيات ما هو اعجب منه قال وهم فتيةٌ كانوا في الفترة بينَ عيسى بن مريم (ع) ومُحمّد صلّى الله عليه وآله وامّا الرَقيم فهما لَوحان من نُحاس مَرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما اراد منْهم دَقيانوس الملك وكيفَ كان أَمرهم وحالهم.

السابقالتالي
2