الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } * { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } * { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } * { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } * { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً }

{ (100) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً } وابرزناها لهم فشاهدوها.

{ (101) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي } عن آياتي والتفكّر فيها { وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } أي وكانوا صُمّاً عنه

القمّى كانوا لا ينظرون الى ما خلق الله من الآيات كالسموات والارض.

والعيّاشي عن الصادق عليه السلام انّه سئل تستطيع النّفس المعرفة فقال لا قيل يقول الله الّذين كانت اعينهم في غطاء الآية قال هو كقوله وما كانوا يستطيعون السّمع وما كانوا يبصرون قيل فعابهم قال لم يعبهم بما صنع هو بهم ولكن عابهم بما صنعُوا ولو لم يتكلّفوا لم يكن عليهم شيء.

وفي العيون عن الرّضا عليه السلام انّ غطاء العين لا يمنع من الذكر والذّكر لا يرى بالعين ولكن الله عزّ وجل شبّه الكافرين بولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام بالعميان لأنهم لا يستثقلون قول النبي صلّى الله عليه وآله فيه ولا يستطيعُونَ لَهُ سَمْعاً.

والقمّي عن الصادق عليه السلام في هذه الآيه قال يعني بالذكر ولاية امير المؤمنين عليه السلام قال كانوا لا يستطيعون اذا ذكر عليّ عليه السلام عندهم ان يسمعوا ذكره لشدّة بغض له وعداوة منهم له ولاهل بيته.

{ (102) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا } أفظنّوا والاستفهام للإِنكار { أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ } قيل يعني اتّخاذهم الملائكة والمسيح معبودين ينجيانهم من عذابي فحذف المفعول الثاني للقرينة.

وفي المجمع عن امير المؤمنين عليه السلام انّه قرأ افحسبُ برفع الباء وسكون السّين فيكون معناه افكافيهم في النجاة.

والقمّي عن الصادق عليه السّلام قال يعنيهما واشياعهما الّذين اتّخذوهما من دون الله اولياء وكانوا يريدون انّهم بحبّهم ايّاهما انّهما ينجيانهم من عذاب الله عزّ وجلّ وكانوا بحبّهما كافرين { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرينَ نُزُلاً } قال مأوىً ونزلاً فهي لهما ولاشياعهما معدّة عند الله تعالى.

{ (103) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً }

{ (104) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ضاع وبطل لكفرهم { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } لعجبهم واعتقادهم انّهم على الحقّ. القمّي نزلت في اليهود وجرت في الخوارج وعن الباقر عليه السلام هم النّصارى والقسّيسون والرهبان واَهل الشبهات والاهواء من اهل القبلة والحرورية واَهل البدع.

وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال كفرة اهل الكتاب اليهود والنصارى وقد كانوا على الحق فابتدعوا في اَديانهم وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ثم قال وما اهل النهروان منهم ببعيد.

والعيّاشي عنه عليه السلام مثله.

وفي الجوامع عنه عليه السلام مثله هي كقوله عاملة ناصبة وقال منهم اهل حروراء.

السابقالتالي
2