الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } * { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }

{ (56) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم } أنّها آلهة { مِّن دُونِهِ } كالملائكة والمسيح وعزير { فَلاَ يَمْلِكُونَ } فلا يستطيعون { كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ } كالمرض والفقرِ والقحط { وَلاَ تَحْوِيلاً } ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم.

{ (57) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } هؤلاءِ الآلهة يبتغون إلى الله القربة بالطاعة { أيُّهُمْ أقْرَبُ } أي يبتغي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } كسائر العباد فكيف يزعمون أنّهم آلهة { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } حقيقاً بأن يحذره كلّ أحد حتى الملائكة والرسل.

{ (58) وَإن مِّن قَرْيَةٍ إلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ } في اللوح المحفوظ { مَسْطُوراً } مكتوباً.

في الفقيه عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال هو الفناء بالموت.

والعياشي عن الباقر عليه السلام إنّما أمّة محمّد صلىَّ الله عليه وآله وسلم من الأممِ فمن مات فقد هلك.

وعن الصادق عليه السلام قال بالقتل والموت وغيره.

{ (59) وَمَا مَنَعَنَا أن نُرْسِلَ بِالآيَاتِ } التي اقترحتها قريش { إِلاَّ أن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ } الاّ تكذيب الأوّلين الذين هم أمثالهم كعاد وثمود وأنها لو أرسلت لكذّبوا بها كما كذّب أولئكَ واستوجبوا العذاب العاجل المستأصل ومن حكمه سبحانه في هذه الأمّة أن لا يعذّبهم بعذاب الإِستيصال تشريفاً لنبيّه صلىَّ الله عليه وآله وسلم كما قال وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم.

القميّ عن الباقر عليه السلام أنّ محمّداً صلىَّ الله عليه وآله وسلم سأله قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل وقال إنّ الله يقول وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم فلذلك أخّرنا عن قومك الآيات { وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ } بسؤالهم { مُبْصِرَةً } آية بيّنة { فَظَلَمُوا بِهَا } فظلموا أنفسهم بسبب عقرها { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفاً } وانذاراً بعذاب الآخرة فان أمر مَنْ بُعِثتَ إليهم مؤخّر إلى يوم القيامة.

{ (60) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ } أوحينا إليك { إِنَّ رَبَّكَ أحَاطَ بِالنَّاسِ } فهم في قبضة قدرته وقيل يعني بقريش أي أهلكهم من أحاط بهم العدّو أي أهلكهم يعني بشرناك بوقعة بدر ونصرتك عليهم وهو قولهسَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [القمر: 45] سيغلبون ويحشرون إلى جهنّم فجعله سبحانه كأنه قد كان على عادته في أخباره { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ } عطف على الرّؤيا { وَنُخَوِّفُهُمْ } بأنواع التخويف { فَمَا يَزِيدُهُمْ إلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } إلاّ عتوّاً متجاوزاً عن الحد.

العياشي عن الباقر عليه السلام أنّه سئل عن قوله تعالى وما جعلنا الرّؤيا التي أريناكَ فقال إنّ رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم رأى أنّ رجالاً من بني تيم وَعديّ على المنابر يردّون الناس عن الصراط القهقرى قيل وَالشّجرة الملعونة قال هم بنو أميّة.

السابقالتالي
2 3