الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } * { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }

{ (9) إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أقْوَمُ } للطريقة التي هي أقوم الطرق وأشدّ استقامةً.

في الكافي عن الصادق عليه السلام أي يدعو وعنه عليه السلام يهدي إلى الإمام عليه السلام.

والعياشي مقطوعاً مثله.

وعن الباقر عليه السلام يهدي إلى الولاية.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه السّجّاد عليهما السلام الامام منّا لا يكون إلاّ معصوماً وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصاً فقيل ما معنى المعصوم قال هو المعتصم بحبل الله وحبل الله هو القرآن والقرآن يهدي إلى الامام وذلك قول الله عزّ وجل إنّ هذا القرآنَ يهدي لِلّتي هي أقوم { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أجْراً كِبِيراً }.

{ (10) وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً ألِيماً } يعني يبشّر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب أعدائهم.

{ (11) وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ } مثل دعائه بالخير { وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً } في مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام واعرف طريق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أن فيه نجاتك قال الله تعالى ويدعو الانسان الآية.

والعياشي عنه عليه السلام قال لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يستتّم خلقه فسقط فقال الله عزّ وجلّ وكان الانسان عجولاً.

{ (12) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَبِّكُمْ } ولتطلبوا في بياض النّهار أسباب معايشكم { وَلِتَعْلَمُوا } باختلافهما ومقاديرهما { عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ } تفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا { فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } بيّنّاه بياناً غير ملتبس في نهج البلاغة وجعل شمسَها آية مبصرة لنهارها وقمرها آية ممحوّة من ليلها وأجراهما في مناقل مجراهما وقدّر مسيرهما في مدارج مدرجهما ليتميّز بين الليل والنهار بهما وليعلم عدد السّنين والحساب بمقاديرهما.

وفي العلل " عن النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّه سئل ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضّوء والنّور قال لما خلقهما الله عزّ وجلّ أطاعا ولم يعصيا شيئاً فأمر الله جبرئيل أن يمحو ضوء القمر فمحاه فأثّر المحو في القمر خطوطاً سوداء ولو أنّ القمر ترك على حالة بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النّهار ولا النّهار من الليل ولا علم الصائم كم يصوم ولا عرف الناس عدد السّنين " وذلك قول الله تعالى { وجَعَلنا الليل والنّهار آيتين } الآية.

وفي الاحتجاج قال ابن الكوّا لأمير المؤمنين عليه السلام أخبرني عن المحو الذي يكون في القمر فقال الله أكبر الله أكبر رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنّهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة.

وعن الصادق عليه السلام لمّا خلق الله القمر كتب عليه لا إله إلا الله مُحمّدٌ رسول اللهِ عليٌّ أمير المؤمنين عليه السلام وهو السّواد الذي ترونه.

والعياشي ما يقرب من الحديثين.