الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } * { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } * { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } * { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً }

{ (98) ذَلِكَ جَزَاؤُهُم بِانَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } أي فنفنِيهم ونعيدهم ليزيد ذلك تحسّره على التكذيب بالبعث.

القمّي والعياشي عن السّجّاد عليه السلام انّ في جهنّم وادياً يقال له السّعير إذا خبت جهنّم فتح سعيرها وهو قوله كلّما خبت زدناهم سَعيراً أي كلّما انطفت.

{ (99) أوَلَمْ يَرَوْا } أو لم يعلمُوا { أنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلى أن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } فانّهم ليسوا أشدّ خلقاً منهنّ كما قال ءأنتم أشدّ خلقاً أم السماء ولا الاعادة أصعب عليه من الإِبداءِ كما قال بل هو أهون عليه { وَجَعَلَ لَهُمْ أجَلاً لاَ رَيْبَ فِيهِ } هو الموت أو القيامة { فَأبَى الظَّالِمُونَ } مع وضوح الحقّ { إلاَّ كُفُوراً } إلاّ جحوداً.

{ (100) قُلْ لَوْ أنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي } خزائن أرزاق الله ونعمه على خلقه { إذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ } لبخلتم مخافة النّفاد بالانفاق إذ لا أحد إلاّ ويختار النّفع لنفسه ولو آثر غيره بشيء فانّما يؤثره لعوض يفوقه فلا جواد إلا الله الذي يعطي بغير عوض { وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُوراً } بخيلاً لأنّ بناء أمره على الحاجة والضّنّة بما يحتاج إليه وملاحظة العوض فيما يبذل.

القمّي في هذه الآية قال لو كانت الأمور بيد النّاس لما أعطوا الناس شيئاً مخافة الفناءِ وكان الإِنسان قتوراً أي بخيلاً.

{ (101) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ }.

في الخصال والقمّي عن الصادق عليه السلام هي الجراد والقمل والضفادع والدّم والطوفان والبحر والحجر والعَصا ويده.

والعياشي عن الباقر عليه السلام والقمّي مثله.

وفي قرب الإِسناد عن الكاظم عليه السلام وقد سأله نفر من اليهود عنها فقال العصا واخراجه يده من جيبه بيضاء والجراد والقمّل والضفادع والدّم ورفع الطّور والمنّ والسّلوى آية واحدة وفلق البحر قالوا: صدقت.

وفي المجمع أنّ يهوديّاً سأل النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم عن هذه الآيات فقال هي أن لا تشركوا به شيئاً ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النّفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتل ولا تسحروا ولا تأكلوا الرّبا ولا تقذفوا المحصنة ولا تولّوا للفرار يوم الزّحف وعليكم خاصّة يا يهود أن لا تعتدوا في السّبت فقبّل يده وقال أَشْهَدُ أَنّك نبيّ { فَاسْألْ بَنِيَ إسْرَائِيلَ إذْ جَاءَهُمْ } قيل يعني فاسأل يا محمّد بني إسرائيل عمّا جرى بين موسى وفرعون إذ جاءهم أو عن الآيات ليظهر للمشركين صدقك ويتسلىّ نفسك ويزداد يقينك فهو اعتراض وإذ جاءهم متعلّق بآياتنا { فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إنّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً } سحرت فتخبّط عقلك.

السابقالتالي
2