الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } * { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

{ 86) وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ } من الأصنام والشياطين { قَالُوا رَبَّنَا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنّا نَدْعُوا مِن دُونِكَ } نعبدهم ونطيعهم { فَأَلْقَوْا إلَيْهِمُ الْقَوْلَ إنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } يعني كذّبهم الذين عبدوهم بانطاق الله إيّاهم في أنّهم شركاء الله وأنّهم عبدوهم حقيقة وإنّما عبدوا أهواءهم كقوله كلاّ سيكفرون بعبادتهم { وَألْقَوْا } وألقى الذين ظلمُوا { إلى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ } الإِستسلام الإِنقياد لأمره { وَضَلَّ عَنْهُم } وضاع عنهم وبطل { مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من أنَّ لِلَّهِ شركاء وأنّهم ينصرونهم ويشفعون لهم.

{ (88) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ } بالمنع عن الإسلام والحمل على الكفرِ { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً } لصَدّهم { فَوْقَ الْعَذَابِ } المستحق لكفرهم { بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } بكونهم مفسدين الناس بصدّهم.

القميّ قال كفروا بعد النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم وصدّوا عن أمير المؤمنين.

{ (89) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ } يا محمّد { شَهِيداً عَلى هَؤُلاَءِ }.

القميّ يعني من الأئمّة على هؤلاءِ يعني على الأئمّة عليهم السلام فرسول الله شهيد على الأئمّة عليهم السلام وهم شهداء على الناس.

أقولُ: وقد سبق تحقيق هذا المعنى في سورة البقرة والنِّساء { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً } بياناً بليغاً { لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ }.

العياشي عن الصادق عليه السلام نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنّة وما في النّار وما بين ذلك ثّم قال إنّ ذلك في كتاب الله ثمّ تلا هذه الآية.

وعنه عليه السلام قال الله لموسى وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء فعلمنا أنّه لم يكتب لموسى لشيء كلّه وقال الله لعيسى عليه السلام ليبين لهم الذي يختلفون فيه وقال لمحمّد عليه وآله السّلام وجئنا بك على هؤلاءِ شهيداً ونزّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلّ شيءٍ.

وفي الكافي عنه عليه السّلام إنّي لأعلم ما في السّماوات وما في الأرض واعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النّار وأعلم ما كان وما يكون ثمّ سكت هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ إِنّ الله يقول فيه تبيان كل شيءٍ.

وعنه عليه السلام إِنّ الله أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى والله ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن إلاّ أنزله الله فيه.

{ (90) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتآءِ ذِي الْقُرْبى } واعطاء الأقارب ما يحتاجون إليه { وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشَاءِ } ما جاوز حدود الله { وَالْمُنكَرِ } ما ينكره العقول { وَالْبَغْيِ } التطاول على الناس بغير حقّ، في المعاني والعياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام العدل الإِنصاف والإِحسان التفضّل.

السابقالتالي
2