الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } * { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } * { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ }

{ (52) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } خلقاً وملكاً { وَلَهُ الدِّينُ } الطاعة { وَاصِباً }.

العياشي عن الصادق عليه السلام قال واجباً { أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ }.

{ (53) وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ }.

القميّ النعمة الصِحة والسعة والعافية.

وعن الصادق عليه السلام من لم يعلم أنّ لله عليه نعمة في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } فما تتضرّعون الا إليه والجور رفع الصوت بالدعاءِ والاستغاثة.

{ (54) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقُ مِّنكُم بِرَبِهِّمْ يُشْرِكُونَ }.

{ (55) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ } من نعمة الكشف عنهم كأنّهم قصدوا بشركهم كفران النِّعمة وانكار كونها من الله { فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } تهديد ووعيد.

{ (56) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ } لآلهتهم التي لا علم لها أو لا علم لهم بها { نَصِيباً مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الزّرُوع والأنعام.

القميّ كانت العرب يجعلون للأصنام نصيباً في زرعهم وإِبلهم وغنمهم فردّ الله عليهم { تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ } من أنّها آلهة وأنّها أهل للتقرب إليها وهو وعيد لهم على ذلك.

{ (57) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ }.

القميّ قالت قريش الملائكة هم بنات الله { سُبْحَانَهُ } تنزيه له من قولهم أو تعجب منه { وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ } يعني البَنين.

{ (58) وَإِذَا بُشِّرَ أحَدُهُم بِالأُنثَى } أخبر بولادتها { ظَلَّ } صار { وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } من الكآبة والحياءِ من الناسِ { وَهُوَ كَظِيمٌ } مملوّ غيظاً من المرأة.

{ (59) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ } يستخفي منهم { مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أيُمْسِكُهُ } محدثاً نفسه متفكراً في أن يتركه { عَلَى هُونٍ } ذلٍّ { أمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } أم يخفيه فيه ويئده { أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } حيث يجعلون لمن تعالى عن الولد ما هذا محلّه عندهم.

{ (60) لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ } صفة السوء وهي الحاجة إلى الولد والإِستظهار بالذكور وكراهة الإِناث ووأدهنّ خشية الإِملاق والعار { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى } وهي الصفات الإلهيّة والغنى عن الصاحبة والولد والنزاهة عن صفات المخلوقين { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } المتفرد بكمال القدرة والحكمة.

{ (61) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم } بكفرهم ومعاصيهم { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } على الأرض { مِن دَآبَّةٍ } قط بشؤم ظلمهم أو من دابّة ظالمة { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } كي يتوالدُوا { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }.

{ (62) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } اي ما يكرهونه لأنفسهم من البنات والشرّكاءِ في الرّياسة والإِستخفاف بالرّسل وأراذل الأموال { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ } مع ذلك.

القميّ يقول ألسنتهم الكاذبة { أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى } أي عند الله كقول قائلهم ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى { لاَ جَرَمَ أنَّ لَهُمُ النَّارَ } ردّ لكلامهم واثبات لضدّه { وَأنَّهُم مُّفْرَطُونَ } مقدمون إلى النار معجّلون وقرىء بكسر الراءِ من الإِفراط في المعاصي.

القميّ أي معذّبون.