الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } * { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ }

{ (17) أفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ } يعني الأصنام { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فتعرفوا فساد ذلك.

{ (18) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } لا تضبطوا عددها فضلاً أن تطيقوا القيام بشكرها { إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ } حيث يتجاوز عن تقصيركم في أداءِ شكرها { رَّحِيمٌ } لا يقطعها لتفريطكم فيه ولا يعاجلكم بالعقوبة على كفرانها.

{ (19) وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } من عقائدكم وأعمالكم وهو وعيد.

{ (20) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } والآلهة الذين تعبدونهم من دونه وقرىء تدعون بالتاءِ { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }.

{ (21) أمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أيَّانَ يُبْعَثُونَ } ولا يعلمون وقت بعثهم أو بعث عبدتهم فكيف يكون لهم وقت جزاءٍ على عبادتهم.

{ (22) إِلهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ }.

{ (23) لاَ جَرَمَ } حقاً { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } فيجازيهم وهو وعيد { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ }.

القميّ والعياشي عن الباقر عليه السلام لا يؤمنون بالآخرة يعني الرجعة قلوبهم منكرة يعني كافرة وهم مستكبورن يعني عن ولاية عليّ عليه السلام إنّه لا يحبّ المستكبرين يعني عن ولاية عليّ عليه السلام.

والعياشي مرّ الحسين بن عليّ عليهما السلام على مساكين قد بسطوا كساءً لهم وألقوا كِسَراً فقالوا هلّم يا ابن رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم فثنّى وركه فأكل معهم ثم تلا إنّ الله لا يُحبّ المستكبرين.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام من ذهب يرى أنّ له على الآخر فضلاً فهو من المستكبرين فقيل إنّما يرى أنّ له فضلاً عليه بالعافية إذا رآه مرتكباً للمعاصي فقال هيهات هيهات فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف تحاسب أما تلوت قصة سحرة موسى عليه السلام.

{ (24) وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أحاديث الأوّلين وأباطيلهم.

{ (25) لِيَحْمِلُوا أوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ } أي قالوا ذلك اضلالاً للناس وصَدّاً عن رسول الله فحملوا أوزار ضلالتهم كاملة وبعض أوزار من أضلّوهم لأنّ الضّالّ والمضلّ شريكان وهذا يضلّه وهذا يطاوعه على اضلاله بغير علم يعني يضلّون من لا يعلم انّهم ضلاّل وإنّما لم يعذر الجاهل لأنّ عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز بين المحق والمبطِل.

العياشي عن الباقر عليه السلام ماذا أنزل ربّكم في عليّ عليه السلام قالوا أساطير الأوّلين شجّع أهل الجاهلية في جاهليّتهم ليحملوا أوزارهم ليستكملوا الكفر ليوم القيامة ومن أوزار الذين يضلّونهم يعني كفر الذين يتولّونهم.

والقميّ يحملون آثامهم يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام وآثام كلّ من اقتدى بهم وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أهريقت محجمة من دم ولا قرع عصاً بعصاً ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير حله الا وزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيء.

وفي المجمع عن النبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم " أيّما داعٍ دعا إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء وأيّما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتبع عليه فانّ عليه مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص من أوزارهم ".