الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } * { يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }

{ (8) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.

القميّ قال العجائب التي خلقهَا الله في البر والبحْر.

{ (9) وَعَلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ } هداية الطريق المستقيم الموصل إلى الحق ونحوه إنّ علينا للهدى { وَمِنْهَا جَائِرٌ } حائد عن القصد { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } إلى القصد.

{ (10) هُوَ الَّذِي أنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُمْ مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ } ومنه يكون نبات { فِيهِ تُسِيمُونَ } ترعون مواشيكم.

{ (11) يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيستدلون بها على عظمة خالقها وكمال قدرته وحكمته وقرىء ننبت بالنّون.

{ (12) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ } بأن هَيَّأها لمنافعكم { مُسَخَّرَاتٌ بِأمْرِهِ } وقرىء برفع النجوم ومسخرات ورفع الشمس والقمر أيضاً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } جمع الآيات هنا وذكر العقل دون الفكر لأنَّ في الآثار العلويّة أنواعاً من الدلالة ظاهرة للعقلاءِ على عظمة الله.

{ (13) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ } وسخر لكم ما خلق لكم في الأرض من حيوان ونبات ومعدن { مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } أي أصنافه فانّها تتخالفُ باللون غالباً { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }.

{ (14) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ } ذللَه بحيث تتمكنون من الإِنتفاع به بالركوب والإصطياد والغوص { لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً } هو السمكُ { وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيةً تَلْبَسُونَهَا } كاللؤلؤ والمرجان { وَتَرَى الْفُلْكَ } السفن { مَوَاخِرَ فِيهِ } جواري فيه تشقّه بحيازيمها من المخر وهو شق الماءِ وقيل صوت جري الفلك { وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } من سعة رزقه بركوبها للتجارة { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي تعرفون نعمة الله فتقومون بحقّها.

{ (15) وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِي } جبالاً ثوابت { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } كراهة أن تميل بكم وتضطربَ.

في الخصال عن الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام " أنّ النبي صلىَّ الله عليه وآله وسلم قال إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق البحار فخرت وزخرت وقالت أي شيء يغلبني فخلق الله الفلك فأدارها به وذلّله ثم أن الأرض فخرت وقالت أي شيء يغلبني فخلق الله الجبال فأثبتها في ظهرها أوتادا منعها من ان تميد ما عليها فذلت الأرض واستقرت ".

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إن الله جعل الأئمّة أركان الأرض أن تميد بأهلها.

وفي الاكمال عن الباقر عليه السلام لو أنّ الإِمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله { وَأَنْهَاراً } وجعل فيها أنهاراً { وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } إلى مقاصدكم.

{ (16) وَعَلاَمَاتٍ } هي معالم الطرق وكل ما يستدل به المارة من جبل وسهل وغير ذلك { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } بالليل في البراري والبحار.

في الكافي والمجمع والقميّ والعياشي في أخبار كثيرة عنهم عليهم السلام نحن العلامات والنّجم رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم.

والعياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم " بالنّجم هم يهتدون هو الجدي لأنّه نجم لا يزول وعليه بناء القبلة وبه يهتدي أهل البّر والبحر ".

وعن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ظاهر وباطن الجدي يبني عليه القبلة وبه يهتدي أهل البّر والبحر لأنّه لا يزُول.

أقول: يعني معناه الظاهر الجدي والباطن رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم.