الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } * { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } * { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ }

{ (74) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا } عالي قريتهم { سَافِلَهَا } وصارت منقلبةً بهم { وَأمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } من طين متحجّر.

{ (75) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ } المتفّرسين الذين يتثبّتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة الشيء بسمته.

{ (76) وَإِنَّهَا } قيل وانّ آثارها { لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } ثابت يسلكه الناس ولم يندرس بعدوهم يبصرون تلك الآثار وهو تنبيه لقريش كقوله وانّكم لتمّرون عليهم مصبِحين.

وفي المجمع قد صح عن النبي صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّه قال " اتّقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور الله وقال انّ لله عباداً يعرفون الناس بالتوسّم " ثم قرأ هذه الآية.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين كان رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم المتوسّم وأنا من بعده والائمّة من ذرّيّتي المتوسّمون.

وفيه والعياشي عنه عليه السلام في هذه الآية قال هم الأئمّة قال رسول الله صلى الله عليه وآله " اتّقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور الله " في هذه الآية.

وعن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال نحن المتوسّمون والسبيل فينا مقيم.

وزاد القميّ والسبيل طريق الجنّة وعنه عليه السلام وانّها لبسبيل مقيم قال لا يخرج منّا أبداً.

وفي البصائر عن الباقر عليه السلام ليس مخلوق الاّ وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر وذلك محجوب عنكم وليس محجوباً عن الأئمة عليهم السلام من آل محمد صلوات الله عليهم ثم ليس يدخل عليهم أحد إلاّ عرفوه مؤمن أو كافر ثم تلا هذه الآية.

وفي الاكمال عن الصادق عليه السلام إذا قام القائم عليه السلام لم يقم بين يديه أحد من خلق الرّحمن إلاّ عرفه صالحٌ هو أم طالح وفيه آية للمتوسّمين وهو السبيل المقيم، والعياشي عنه عليه السلام في الامام عليه السلام آية للمتوسّمين وهو السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله لا يعزب عنه شيء ممّا أراد.

{ (77) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ }.

{ (78) وَإِن كَانَ } وانّ كان { أَصْحابُ الأَيْكَةِ } يعني الغَيضَة وهي الشجَرة المتكاثفة { لَظَالِمِينَ } هم قوم شعيب كانوا يسكنون الغيضة فبعثه الله إليهم فكذّبوه فأهلكوا بالظّلّة.

{ (79) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالاهلاك { وَإِنَّهُمَا } يعني سدوم والأيكة { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } لبطريق واضح يؤمّ ويتّبع ويهتدي.

{ (80) وَلَقَدْ كَذَّبَ أصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ } يعني ثمود كذّبوا صالحاً والحجر واديهِم وهو ما بين المدينة والشام وكانوا يسكنونها.

{ (81) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا } كالناقة وسقيها وشربها ودرّها { فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ }.

{ (82) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } من الإنهدام ونقب اللصوص وتخريب الأعداءِ لوثاقتها أو من العذاب لفرط غفلتهم.

السابقالتالي
2