الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } * { وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ } * { قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ } * { فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ (93) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي } أنتم وأبي { بِأَهْلِكُمْ أَجَمَعِينَ }.

{ (94) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ } من مصر وخرجت من عمرانها { قَالَ أَبُوهُمْ } لمن حضره { إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ } تنسبوني إلى الفَنَد وهو نقصان عقل يحدث من الهَرَم وجواب لولا محذوف وتقديره لصدّقتموني.

{ (95) قَالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِى ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ } لفي ذهابك عن الصواب قدماً بافراطك في محبّة يوسف واكثارك ذكره والتّوقّع للقائه.

{ (96) فَلَمَّا أن جَاءَ الْبَشِيرُ } في الإِكمال عن الصادق عليه السلام وهو يهودا ابنه { أَلْقَاهُ عَلى وَجْهِهِ } طرح القميصَ على وجهه { فَارْتَدَّ بَصِيراً } عاد بصيراً لما انتعش فيه من القّوة { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من حياة يوسف وانزال الفرج من اللهِ ويحتمل أن يكون أنّي أعلم مستأنفاً والمقول محذوفاً دلّ عليه الكلام السابق.

العياشي عن الصادق عليه السلام كتب عزيز مصر إلى يعقوب أمّا بعد فهذا ابنكَ يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة واتخذته عبداً وهذا ابنك بنيامين قد سرق فاتخذته عبداً قال فما ورد على يعقوب شيء اشدّ عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول مكانك حتى اجيبه فكتب إليه أمّا بعد فقد فهمت كتابك أنّك أخذت ابني بثمن بخس وأخذته عبداً وأنّك اتخذت ابني بنيامين وقد سرق واتخذته عبداً فانّا أهل بيت لا نسرق لكنّا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا ابراهيم بالنّار فوقاه الله وابتلى أبونا اسحاق بالذبح فوقاه الله وإنّي قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابنيّ وعسى الله أن يأتيني بهم جميعاً قال فلما ولىّ الرّسُول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال يا حَسَنَ الصُّحبة يا كريمَ المعونة يا خيراً كُلّه ائتني بروحٍ وفَرَج من عندك قال فهبط عليه جبرئيل فقال ليعقوب ألا أعلّمك دعوات يردّ الله عليك بها بصرك ويردّ عليك ابنيك فقال بلى فقال قل يا من لا يعلم أحَدٌ كَيْفَ هو وحيث هو وقدرته إلاّ هو يا من سدّ الهواء بالسماء وكبَسَ الأرض على الماءِ واختار لنفسه أَحْسَنَ الأسماء أئتني بروحٍ منك وفرج من عندك فمَا انفجر عمود الصبح حتى أتي بالقميص وطُرِحَ على وجهه فردّ الله عليه بصره وردّ عليه ولده.

والقميّ أورد هذا الحديث بأبسط من هذا وذكر في كتاب العزيز مكان قد سرق قد وجدت متاعي عنده وذكر في جواب يعقوب ابتلاءه بابنيه على نحو كتابه الذي قد سبق ذكره.

وقال فيه وكان له أخ من أمّه كنت انِسُ به فخرج معه اخوته الى أن قال وقد حبسته وأنا أسألك بإله ابراهيم واسحاق ويعقوب إلاّ مننت عليّ به وتقربت إلى الله ورددته إليّ قال فلما ورد الكتاب الى يوسف اخذه ووضعه على وجهه وقبّله وبكى بكاءً شديداً ثم نظر الى اخوته فقال لهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف الآيات قال فلما ولّى الرسول الحديث.

السابقالتالي
2