الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ } * { قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } * { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } * { قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ } * { قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } * { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } * { قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ }

{ (71) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم مَاذَا تَفْقِدُونَ } أي شيء ضاع منكم.

{ (72) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ } يعني صاعه المعبر عنه آنفاً بالسقاية لأنه كان مشربته أيضاً.

العياشي عن الباقر عليه السلام قال صواع الملك الطاس الذي يشرب منه.

وعن الصادق عليه السلام كان قدحاً من ذهب وكان صواع يوسف اذا كيل كيل به.

والقميّ وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه اخوته { وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } من الطعام جعلاً له { وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ } كفيل أؤدّيه إلى من ردّه.

{ (73) قَالُوا تَاللهِ } قسم فيه معنى التعجّب { لَقَدْ عَلِمْتُم مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } استشهدوا بعلمهم على براءة أنفسهم لما ثبت عندهم دلائل دينهم وأمانتهم وحسن سيرتهم ومعاملتهم معهم مرّة بعد أخرى.

{ (74) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ } فما جزاء السرق أو السارق أو الصواع بمعنى سرقته بحذف المضاف { إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ } في ادعائكم البراءة منه.

{ (75) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحلة واسترقاقه هكذا كان شرع يعقوب.

القميّ من وجد في رحله فاحبسه.

والعياشي عن الصادق عليه السلام يعنون السّنة التي كانت تجري فيهم أن يحبسه { كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالمِينَ } بالسرقة.

{ (76) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ } بنيامين دفعاً للتهمة { ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا } أي السقاية { مِن وِعَاءِ أَخِيهِ }.

القميّ فتشّبثوا بأخيه فحبسوه { كَذلِكَ } مثل هذا الكيد { كِدْنَا لِيُوسُفَ } بأن علّمناه إيّاه { مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ } ملك مصر لأنّ حكم السارق في دينه ان يضرب ويغرم لا ان يستعبد { إلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ } أن يجعل ذلك الحكم حكم الملك { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَشَاءُ } بالعلم كما رفعنا درجة يوسف فيه { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } ارفع درجة منه في علمه.

{ (77) قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبْلُ }.

القميّ يعنون يوسف.

والعياشي عن الرضا عليه السلام يعنون المنطقة وعنه عليه السلام قال كانت لإِسحاق النبي عليه السلام منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر وكانت عند عمّة يوسف وكان يوسف عندها وكانت تحبّه فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إليّ وأردّه إليك فبعثت إليه ان دعه عندي الليلة اشمه ثم أرسله إليك غدوة فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه والبسته قميصاً وبعثت به إليه وقالت سرقت المنطقة فوجدت عليه وكان اذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع به إلى صاحب السرقة فأخذته فكان عندها.

وفي العيون والقميّ والعياشي أيضاً عنه عليه السلام في معناه ما يقرب منه وكذا في الخرايج عن أبي محمد عليه السلام ببيان أبسط وفي آخره فقال لها يعقوب فانّه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهبيه قالت فانا أقبله على أن لا تأخذه مني وأعتقه الساعة فأعطاها إيّاه اعتقته { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } اكنّها ولم يظهرها لهم قالَ في نفسه { أَنتُمْ شَرٌّ مَكَاناً } منزلة في سرقتكم أخاكم وسوءِ صنيعكم به { وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ } وهو يعلم أنّ الأمر ليس كما تصفون وانّه لم يسرق.