الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } * { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ } * { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }

{ (6) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ } يصطفيك { رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأَوِيلِ الأَحَادِيثِ } من تعبير الرّؤيا لأنهّا أحاديث المَلَك ان كانت صادقة وأحاديث النّفس أو الشيطان ان كانت كاذبةً { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ } أهله ونسله بأن يصل نعمة الدّنيا بنعمة الآخرة بأن يجعلهم أنبياء وملوكاً ثم ينقلهم إلى نعيم الآخرة والدّرجات العلى من الجنّة { كَمَا أَتَمَّهَا عَلى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } بمن يستحقّ الإِجتباءَ { حَكِيمٌ } يفعل الأشياء على ما ينبغي.

{ (7) لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ } أي في قصّتهم { آيَاتٌ } دلائل قدرة الله وحكمتِهِ وعلامات نبؤتك وقرىء آية { لِلسَّائِلِينَ } لمن سأل عن قصّتهم.

في الجوامع روى أنّ اليهود قالوا لكبراءِ المشركين سلوا محمّداً لِمَ انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر وقصّة يوسف قال فأخبرهم بالقصّه من غير سماع ولا قراءة كتاب.

{ (8) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ } بنيامين خصّ بالاخوة لأنّ أمّهما كانت واحدة { أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } والحال انّا جماعة أَقوياء أحق بالمحبة من صغيرين لا كفاية فيهما { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ } لتفضيله المفضول وتركه التعديل في المحبّة.

{ (9) اقْتُلُوا يُوسُفَ أوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً } مجهولة بعيدة من العمران كما يستفاد من تنكيرها واخلائها عن الوصف { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } يصفُ لكم وجهه فيقبل عليكم بكليّة ولا يلتفت عنكم إلى غيركم ولا ينازعكم في محبّة أحد { وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ } من بعد يوسف أو بعد قتله { قَوْماً صَالِحِينَ } تائبين إلى الله مّما جنيتم.

في العلل عن السّجّاد عليه السلام أي تتوبون.

{ (10) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ } قيل هو يهودا وكان أحسنهم رأياً.

والقميّ هو لاوي عن الهادي عليه السلام كما يأتي { لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ } فانّ القتل عظيم { وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ } في قعر البئر وقرىء غابات { يَلْتَقِطْهُ } أي يأخذه { بَعْضُ السَّيَّارَةِ } بعض الذين يسيرون في الأرض { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } ما يفّرق بينه وبين أبيه.

{ (11) قَالُوا يَا أَبَانَا مَالَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } لم تخافنا عليه { وَإنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } ونحن نشفق عليه ونريد له الخير.