الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } * { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ (102) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِِ إِلَيْكَ } يا محمّد { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } لدى اخوة يوسف { إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ } عزموا على ما همّوا به { وَهُمْ يَمْكُرُونَ } لم يعرف ذلك إلاّ بالوحي.

{ (103) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ } على ايمانهم وبالغت في اظهار الآيات عليهم { بِمُؤْمِنِينَ } لعنادهم وتصميمهم على الكفْرِ.

{ (104) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ } على التبليغ { مِنْ أَجْرٍ } من جُعْلٍ { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة من الله { لِلْعَالَمِينَ } عامّة.

{ (105) وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } تدل على حكمة الله وقدرته في صنعه { يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } ويشاهدونها { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } لا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها.

{ (106) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُشْرِكُونَ } في الطاعة وبالنظر إلى الأسباب.

في الكافي عن الصادق عليه السلام.

والقميّ والعياشي عن الباقر عليه السلام شرك طاعة وليس شرك عبادة.

وزاد القميّ والعياشي والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.

وفي التوحيد عنه عليه السلام هم الذين يلحدُونَ في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.

والعياشي عنه عليه السلام هو الرجل يقول لولا فلان لهلكت ولولا فلان لأصبت كذا وكذا ولولا فلان لضاع عيالي ألا ترى أنه قد جعل لله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه قيل فيقول لولا أن منّ الله عليّ بفلان لهلكت قال نعم لا بأس بهذا.

وعن الباقر عليه السلام من ذلك قول الرجل لا وحياتك وعنهما عليهما السلام شرك النعم وعن الرضا عليه السلام شرك لا يبلغ به الكفر.

{ (107) أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ } عقوبة تغشيهم وتشملهم { أوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } فجاة من غير سابقة علامَة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } باتيانها غير مستعدين لها.

{ (108) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي } يعني الدعوة إلى التوحيد والاعداد للمعاد { أَدْعُوا إِلَى اللهِ } تفسير للسبيل { عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي }.

في الكافي عن الباقر عليه السلام ذلك رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والأوصياء عليهم السلام من بعدهما.

وعنه عليه السلام عليّ اتّبعه.

وعن الجواد عليه السلام حين أنكروا عليه حداثة سنّه قال وما ينكرون قال الله لنبيه قل هذِهِ سبيلي الآية فوالله ما تبعه إلاّ عليّ وله تسع سِنين وأنا ابن تسع سنين.

والقميّ والعياشي ما يقرب من هذه الرويات { وَسُبْحَانَ اللهِ } وأنزهه تنزيهاً { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.

في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن تفسير سبحان الله قال أنفة لله أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال سبحان الله وفي رواية أخرى قال تنزيه.