الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } * { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } * { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }

{ (1) قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ }.

{ (2) اللَّهُ الصَّمَدُ }.

{ (3) لَمْ يَلِدْ }.

{ (4) وَلَمْ يُولَدْ }.

{ (5) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ } وقرىء كفؤاً بالتّسكين وبالتحريك وقلب الهمزة واواً القمّي وكان سبب نزولها انّ اليهود جاءت الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت له ما نسبة ربّك فأنزل الله.

وفي الكافي والتوحيد عن الصادق عليه السلام قال انّ اليهود سألوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا انسب لنا ربّك فلبث ثلاثاً لا يجيبهم ثمّ نزلت قل هو الله الى آخرها.

وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام في تفسيرها قال قل اي اظهر ما اوحينا اليك وما نبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي بها من القى السّمع وهو شهيدٌ وهو اسم مكنّى مشار الى غائب فالهاء تنبيه على معنى ثابت والواو اشارة الى الغائب من الحواس كما انّ قولك هذا اشارة الى الشاهد عند الحواسّ وذلك انّ الكفّار نبّهوا على آلهتهم بحرف اشارة الى الشاهد المدرك فقالوا هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالابصار فاشر انت يا محمّد الى الهك الذي تدعو اليه حتّى نراه وندركه ولا نأله فيه فأنزل الله تبارك وتعالى قل هو فالهاء تثبيت للثابت والواو اشارة الى الغائب عن درك الأبصار ولمس الحواس وانّه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الابصار ومبدع الحواس.

ثم قال عليه السلام الله معناه المعبود الذي اَلِهَ الخلق عن درك ما يأتيه والاحاطة بكيفيّته ويقول العرب اله الرّجل اذا تحيّر في الشّيء فلم يحط به علماً وله اذا فزع الى شيء ممّا يحذره ويخافه والاله هو المستور عن حواس الخلق.

قال عليه السلام الاحد الفرد المتفرّد والاحد والواحد بمعنى واحد وهو المتفرّد الذي لا نظير له والتوحيد والاقرار بالوحدة وهو الانفراد والواحد المباين الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء ومن ثمّ قالوا انّ بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد لأنّ العدد لا يقع في الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله تعالى الله أحد أي المعبود الي يأله الخلق عن ادراكه والاحاطة بكيفيّته فرد بالهيّته متعال عن صفات خلقه.

قال عليه السلام وحدّثني ابي زين العابدين عن ابيه الحسين بن علي عليهم السلام انّه قال الصّمد الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سودده والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب والصمد الذي لا ينام والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال.

قال عليه السلام كان محمّد بن الحنفيّة يقول الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره وقال غيره الصمد المتعالي عن الكون والفساد والصمد الذي لا يُوصف بالتّغاير.

قال عليه السلام الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه.

السابقالتالي
2 3 4