الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } * { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } * { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } * { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } * { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

{ (79) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ } من حاجة { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } إتيان الذّكران.

{ (80) قَالَ لَوْ أنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } لو قويت بنفسي على دفعكم { أوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } أو أويت إلى قويّ اتمنع به عنكم لدفعتكم عن أضيافي شبه القوّي العزيز بالرّكن من الجبل في شدّته ومنعته في الجوامع قال جبرئيل انّ ركنك لشديد افتح الباب ودعنا وإيّاهم.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام لو يعلم أيّ قوّة له " وعن النّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم رحم الله أخي لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد. "

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام رحم الله لوطاً لو يدري من معه في الحجرة لعلم أنّه منصور حيث يقول لو أنّ لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد أيّ ركن أشدّ من جبرئيل معه في الحجرة.

{ (81) قَالُواْ يَا لُوطُ إنَّا رُسُلُ رَبِّكَ } أرسلنا لاهلاِكهِم فلا تغتم { لَن يَصِلُواْ إلَيْكَ } بسوءٍ أبداً { فَأَسِرِ بِأَهْلِكَ } من الإِسراء وهو السّير ليلاً وقرىء بالوصلِ من السرّى وهو بمعناه { بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ } بطائفة منه.

العياشي عن الصادق عليه السلام بقطعٍ من الليل مظلماً قال هكذا قراءة أمير المؤمنين عليه السلام { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } ولا يتخلّف أو لا ينظر إلى ورائه { إلاَّ امْرَأَتَكَ } بالرفع { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } جواب لاستعجال لوط واستبطائه العذاب في الجوامع روي أنّه قال متى موعد اهلاكهم قالوا الصبح قال أريد أسرع من ذلك لضيق صدره بهم فقالوا أليس الصبح بقريب.

في العلل والعياشي عن الباقر عليه السلام فأسر بأهلك يا لوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة أيّام ولياليها بقطع من الليل إذا مضى نصف الليل قال فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر قدّم الله رسلاً إلى إبراهيم يبشّرونه باسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قوله تعالىوَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ } [هود: 69] { (82) فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } بأن جعل جبرئيل جناحه في أسفلها ثم رفعها إلى السماءِ ثم قلبها عليهم واتبعوا الحجارة من فوقهم { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ } من طين متحجّر هي معرّبة من سَنْك كل بدليل قوله تعالىحِجَارَةً مِّن طِينٍ } [الذاريات: 33] { مَّنضُودٍ } نضد مُعداً لعذابهم أو أرسل بعضه في اثر بعض متتابعاً.

القميّ يعني بعضها على بعض منضّدة { مُّسوَّمَةً } معلّمة للعذاب.

القميّ أي منقوطة { عِنْدَ رَبِّكَ } في خزائنه { وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } فانّهم بظلمهم حقيق بأن يمطر عليهم " روي عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه سأل عن جبرئيل فقال يعني ظالمي أمّتك ما من ظالم منهم إلاّ هو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة ".


السابقالتالي
2 3 4 5