الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } * { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } * { وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } * { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }

{ (35) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } اعتراض { قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَىَّ إِجْرَامِي } وباله، وقرىء بفتح الهمزة على الجمع { وَأنَا بَرِيءٌُ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } من اجرامكم في اسناد الإِفتراءِ اليّ.

{ (36) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إلاَّ مَن قَدْ ءَامَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } فلا تحزن حزن بائس مستكين { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } اقنطه الله من إيمانهم ونهاهُ أن يغتمّ بما فعلوه من التكذيب والايذاء.

في الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام أنّ نوحاً لبث في قومه ألفَ سَنة الا خمسين عاماً يدعوهم سرّاً وعلانية فلمّا أبوا وعتوا قال ربّ إنّي مغلوب فانتصر فأوحى الله تعالى إِليه { أَنّه لن يؤمن من قومك إِلا من قد آمن فلا تبتِئس بما كانوا يفعلون } فلذلك قال نوحوَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [نوح: 27] { (37) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } متلبّساً بأعيننا عبّر بكثرة آلة الحِسِّ الذي به يحفظ الشيء ويراعى عن الإِختلال والزّيغ عن المبالغة في الحفظ والرعاية على طريقة التمثيل { وَوَحْيِنَا } إليك كيف تصنعها { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ولا تراجعني فيهم ولا تدعني باستدفاع العذاب عنهم { إنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } محكوم عليهم بالإِغراق فلا سبيل إلى كفّه.

{ (38) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ } حكاية حال ماضيه { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ } استهزؤا به لعمله السفينة قيل إِنّه كان يعملها في بريّة بعيدة من الماءِ أو ان نجرته وكانوا يضحكون منه ويقولون صرت نجّاراً بعدما كنت نبيّاً.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام أنّ نوحاً لمّا غرس النّوى مرّ عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون قد قعد غرّاساً حتى اذا طال النّخل وكان جبّاراً طوّالاً قطعه ثم نحته فقالوا قد قعد نجّاراً ثم الّفه فجعله سفينة فمرّوا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون قد قعد ملاّحاً في فلاة من الأرض حتى فرغ منها { قَالَ إِن تسْخَرُواْ مِنَّا فَِإنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } إِذا اخذكم الغرق في الدنيا والحرق في الآخِرة { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }.

{ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني به إيّاهم وبالعذاب الغرق { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم وهو عذاب النار.

{ (40) حَتَّى إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ } نبع الماء منه وارتفع كالقدر تفور.

في الكافي والمجمع عن الصادق عليه السلام كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد يعني الكوفة فقيل له فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ثم سئل وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور فقال نعم إنّ الله عزّوجلّ أحبّ أن يري قوم نوح آية ثم إن الله تعالى أرسل المطر يفيض فيضاً وفاض الفرات فيضاً والعيون كلّهنّ فيضاً فغرقهم الله وأنجى نوحاً ومن معه في السفينة.

السابقالتالي
2 3 4