الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ (14) فَإِلَّمْ يَستَجيبُواْ لَكُمْ } أيّها المؤمنون من دعوتموهم إلى المعارضة او أيّها الكافرون من دعوتموهم إلى المعاونة { فَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ اللهِ } ملتبساً بما لا يعلمه الا الله ولا يقدر عليه سواه { وَأَن لاَّ إلَهَ إلاَّ هُوَ } واعلموا أن لا إله إلا هو لأنّه العالم القادر بما لا يعلم ولا يقدر عليه غيره لظهور عجز المدعّوين { فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } ثابتون على الإِسلام راسخون فيه أو داخلون في الإِسلام مخلصُون فيه.

{ (15) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا } باحسانه وبرّه.

العياشي عن الصادق عليه السلام يعني فلان وفلان { نُوَفِّ إلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصّحّة والرياسة وسعة الرّزق وكثرة الأولاد { وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } لا ينقصون شيئاً من أجورهم.

{ (16) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي اْلأَخِرَةِ إلاَّ النَّارُ } لأنّهم استوفوا ما يقتضيه صور أعمالهم الحسنة وبقيت لهم أوزار العزائم السّيئة { وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا } أي في الآخِرة لأنّهم لا يريدونها { وَبَاطِلٌ } في نفسه { مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } لأنّه لم يعمل على ما ينبغي ولم يبق له ثواب في الآخرة ويجوز تعليق فيها بصنعوا وارجاع الضمير إِلى الدنيا.

القميّ يعني من عمل الخير على أن يعطيه الله ثوابه في الدنيا أعطاه الله ثوابه في الدنيا وما كان له في الآخرة إلا النّار.

{ (17) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } على برهان من الله يدلّه على الحق والصواب فيما يأتيه ويذره والهمزة لانكار انْ يَعْقُبَ من هذا شأنه هؤلاء المقصرين هممهم وأفكارهم على الدنيا وان يقارب بينهم في المنزلة يعني أفمن كان على بيّنة كمن يريد الحياة الدنيا كيف وبينهما بون بعيد { ويَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } يتبعه شاهد يشهد له منه { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى } يعني التّوراة { إِمَاماً وَرَحْمَةً }.

في الكافي عن الكاظِم والرضا عليهمَا السلام أمير المؤمنين عليه السلام الشاهد على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ورسول اللهِ على بيّنة من ربّه.

في المجمع عن أمير المؤمنين والباقر والرضا عليهم السّلام أنّ الشاهد منه عليّ ابن أَبي طالب عليه السلام يشهد للنّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وهو منه.

والقميّ عن الصادق عليه السلام إنّما أنزل أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه إماماً ورحمةً ومن قبله كتاب موسى وعن الباقر عليه السلام إنّما نزلت { أفمن كان على بيّنة من ربّه } يعني رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ويتلوه عليّ شاهد منه إماماً ورحمةً ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فقدّموا وأخّروا في التأليف.

والعياشي عنه عليه السلام الذي على بيّنة من ربّه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد.

السابقالتالي
2