الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

{ (119) إلاَّ مَنْ رَّحِمَ رَبُّكَ } الا أناساً هداهم الله ولطف بهم فاتفقوا على دين الحق { وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } قيل ان كان ضميرهم للناس فالإِشارة الى الإختلاف واللام للعاقبة او إِلى الإِختلاف وَالرحمة جيمعاً وان كان الضمير لمن فالإِشارة الى الرحمة.

في الكافي والعياشي والعلل عن الصادق عليه السلام كانُوا أمّة واحدة فبعث الله النّبيّين ليتخذ عليهم الحجَة وفي التوحيد عنه عليه السلام خلقهم فليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.

وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية الناس يختلِفون في اصابة القول وكلّهم هالك إِلاّ من رحِم ربّك وهم شيعتنا ولرحمته خلقهم وهو قوله فلذلك خلقهم يقول لطاعة الإِمام.

والقميّ عن الباقر عليه السلام قال ولا يزالون مختلفين في الدين إلاّ من رحم ربّك يعني آل محمد صلوات الله عليهم وأتباعهم يقول الله ولذلك خلقهم يعني أهل رحمة لا يختلفون في الديّن.

والعياشي عن السّجّاد عليه السلام في قوله ولا يزالون مختلفين عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة وكلهم مخالِف بعضهم بعضاً في دينهم وأمّا قوله { إلاّ من رحم ربّك } ولذلك خلقهم فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطّينة الطيبة الحديث { وَتَمَتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } وهي قوله { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } من عصاتهما { أَجْمَعِينَ }.

القميّ وهم الذين سبق الشقاء لهم فحقّ عليهم القول أنّهم للنّار خلقوا وهم الذينَ حقّت عليهم كلمة ربّك أنّهم لا يؤمنون.