الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ }

{ (110) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } فآمن به قوم وكفر به قوم كما اختلف هؤلاء في القرآن.

في الكافي عن الباقر عليه السلام اختلفوا كما اختلف هذه الأمّة في الكتاب وسيختلِفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتّى ينكره ناس منهم فيقدّمهم فيضرب أعناقهم { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } يعني كلمة الإِنظار إلى يوم القيامة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بانزال ما يستحقه المبطل ليتميّز عن المحقّ { وَإِنَّهُمْ } وان كفّار قومك { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من القرآن { مُرِيبٍ } موقع للرّيبة.

{ (111) وَإنَّ كُلاًّ } وانّ كل المختلفين المؤمنينَ والكافِرين { لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ }.

القميّ قال في القيامةِ قيل الّلام في لما توطئة للقسم والأخرى للتوكيد أو وما مزيدة للفصل بينهما يعني وان جميعهم والله ليوفينّهم ربّك جزاء أعمالهم وقرئ أن بالتخفيف من المثقلة على إِعمال المخففة عمل الثقيلة اعتباراً لأصلها ولما بالتشديد على أنّ أصله لمن ما يعني لمن الذين يوفّيهم وقرئ أُبيّ وان كلّ بالرّفع ولما بالتشديد على أنّ إنْ نافيه ولمّا بمعنى الا ويؤيده قراءة إلا مكان لمّا { إنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } فلا يفوت عنه شيء وان خفي.

{ (112) فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } على جادة الحق غير عادل عنها وهي شاملة للعقايد والأعمال { وَمَن تَابَ مَعَكَ } وليستقم من تاب من الكفر وآمن معك { وَلاَ تَطْغَواْ } ولا تخرجوا من حدود الله { إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فهو مجازيكم عليه.

في الجوامع عن الصادق عليه السلام فاستقم كما أمرت أي افتقر إلى الله بصحة العزم وعن ابن عبّاس ما نزلت آية أشق على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم من هذه الآية ولهذا قال شيّبتني هود والواقعة واخواتهما.

{ (113) وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ولا تميلوا إليهم أدنى ميل فانّ الرّكون هو الميل اليسير { فَتَمسَّكُمُ النَّارُ } بركونكم إليهم.

في المجمع عنهم عليهم السلام أنّ الركون المودّة والنصيحة والطاعة والقميّ مثله.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام هو الرّجل يأتي السلطان فيحبّ بقاءه إلى أن يدخِل كيسه فيعطيه والعياشي عنه عليه السلام أما انّه لم يجعلها خلوداً ولكن تمسّكم فلا تركنوا إليهم { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ } من أنصار يمنعون العذاب عنكم { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } ثمّ لا ينصركم الله.

{ (114) وَأَقِمِ الصَّلاَة طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ } وساعات من الليل قريبة من النهار من أزلفه إذا قرّبه وهو جمع زلفة.

في التهذيب عن الباقر عليه السلام طرفاه المغرب والغداة وزلفاً من الليل هي صلاة العشاءِ الآخرة.

والعياشي عن الصادق عليه السلام مثله { إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } يكفرّنها.

وفي الحديث النّبويّ المشهور " إِنّ الصلاة إلى الصلاة كفّارة ما بينهما ما اجتنبت الكباير ".


السابقالتالي
2