الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

وفيه إشراقات:

الإشراق الأوّل

في اللغة والقراءة

قال الشيخ أبو علي الطبرسي (ره): " الجُمْعة " و " الجُمُعة " لغتان وجمعهما " جُمَع " و " جُمْعَات " ، قال الفرّاء: وفيه لغة ثالثة: " جُمَعَة " - بفتح الميم - كضُحَكة وهُمَزة.

وفي الكشّاف: يوم الجُمْعَة يوم الفوج المجموع كقولهم: " ضُحْكَة " للمضحوك منه. ويوم الجُمَعة - بفتح الميم - يوم الوقت الجامع كقولهم " ضُحَكَة " و " لُعَنَة " و " لُعَبَة " ، ويوم الجُمْعَة تثقيل للجُمْعَة كما قيل: عُسُرة في عُسرة، وقرئ بالوجود الثلاثة.

و " مِن " بيانيّة مفسّرة لـ " إذا ".

و " النداء " الأذان. وقد كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤذّن واحد، وكان إذا جلس على المنبر أذّن المؤذّن على باب المسجد، فإذا نزل أقام الصلاة، وكان ذلك مستمرّا إلى زمان عثمان، فكثر الناس، وتباعدت المنازل، فأحدث الأذان الثاني، فزاد مؤذّنا آخر، فأمر بالتأذين الأوّل على داره التي تسمّى زوراء، فإذا جلس على المنبر أذّن المؤذّن الثاني، فإذا نزل أقام الصلاة.

وإنّما سمّيت جمعة لأنّ الله تعالى فرغ فيه من خلق الأشياء، فاجتمعت فيه المخلوقات. وفيه سر سنشير إليه.

وقيل: لأنّه تجتمع فيه الجماعات.

وقيل: إنّ أوّل من سمّاها جمعة كعب بن لؤي، وهو أوّل من قال: " أمّا بعد ". وكان يقال لها " العُروبة " - عن أبي سلمة -.

وقيل: أوّل من سمّاها جمعة الأنصار، وذكر ابن سيرين: جمع أهل المدينة قبل قدوم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزول هذه السورة، فقالت الأنصار: لليهود يوم يجتمعون فيه كلّ سبعة أيّام، وللنصارى مثل ذلك، فهلمّوا نجعل لنا يوماً نجتمع فيه فنذكر الله فيه ونصّلي. فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العُروبَة.

فاجتمعوا إلى سعد بن زارة فصلّى بهم يومئذ ركعتين، وذكَّرهم فسمّوه يوم الجُمعة لاجتماعهم فيه، فأنزل آية الجُمعة، فهي أوّل جمعة كانت في الإسلام.

وأمّا أوّل جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي أنّه لمّا قدم المدينة مهاجراً، نزل قبا على بني عمرو بن عوف، وأقام بها يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسّس مسجدهم، ثمّ خرج يوم الجمعة عامداً المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن وادٍ لهم، فخطب وصلّى الجمعة.

الإشراق الثاني

في فضل يوم الجمعة

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، وفيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة ".


السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد