الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ }

{ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ }:

أي بساتين وحدائق يوجد فيها أنواع الأشجار المخضرَّة، والنباتات المثمرة، فنوناً من الثمار من نخيل وأعناب، وإنما خصّ القسمين لكثرة أنواعهم ووفور منافعهم.

{ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ }:

أي: وفجّرنا في تلك الأرض الميتة عيوناً من الماء، ليسقوا بها الكَرْمَ والنخيل، كانفجار عيون الملكات العلمية بالقوة الكامنة في أرض النفوس الإنسانية، التي بها يتحقق يومَ كشف الغطاء، نخيل المشاهدات وأعناب المكاشفات.

وأصل مياه العلوم الكامنة فيها، هو مياه أمطار جود الله وإفاضته وتوفيقه الهداية والتحصيل، فإذا اجتمع الماءان يوم الآخرة - ماء إفاضة الله، وأمطاره علوم المشاهدة والمكاشفة من سحاب لطفه ورحمته على القلوب، وماء ينبوع العلوم الكامنة في العقل وملكة حصول المعارف فيه - وهو العلم الإجمالي الذي نسبته إلى العلوم النفسانية التفصيلية كنسبة الكيمياء إلى الدنانير الغير المحصورة، ظهرت أنواع الصور الأخروية، ورطب استحلاء المشاهدات، وعنب شراب التجليّات، فالتقى الماء على أمر قد قُدِر.