الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ }

وانتظر يا محمد بوعدي لك ولقومك المؤمنين بالنصر على أعدائكم الجاحدين والمكذّبين، إنهم منتظرون حوادث الزمان فيكم من موت أو قتل أو غلبة منهم عليكم، كما في قوله تعالى:فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } [التوبة:52].

وفي قراءة ابن السميفع " منتظَرون " - بفتح الظاء -. وقيل في معناه: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقّاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني: أنّهم هالكون لا محالة.

إشارة

يحتمل أن يكون المراد: انتظر الفتح الحقيقي، والخلاص من آلام الدنيا وعداوة أهلها، وكيد الأعداء، وملاقاة الأصدقاء ومشاهدة أرواح الأنبياء وملائكة الله في السماء، فإن الأرواح والملائكة ينتظرون قدومك عند الإرتقاء إلى الملك الأعلى الذي بيده ملكوت الأشياء.

خاتمة

في فضل السورة وعدد آياتها وموقع نزولها

عن أبيّ بن كعب " عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قال: من قرأ { الۤـمۤ * تَنزِيلُ } [السجدة:1 - 2]، و { تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } [الملك:1] فكأنّما أحيى ليلة القدر ".

وروى ليث عن جابر قال: " كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا ينام حتى يقرأ { الۤـمۤ * تَنزِيلُ } [السجدة:1 - 2] و { تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } [الملك:1] " ، قال ليث: فذكرت ذلك لطاووس، قال: فضّلتا على كل سورة في القرآن، ومن قرأهما كتب له ستون حسنة ومحي عنه ستون سيئة ورفع له ستون درجة.

وروى الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة، أعطاه الله كتابه بيمينه، ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمد وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله وسلم).

وفي الكشّاف أنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من قرأ { الۤـمۤ * تَنزِيلُ } في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.

وعدد آياتها تسع وعشرون آية بصري وثلاثون عند الباقين، والاختلاف في الآيتين: ألم - كوفي جديد، حجازي، شامي.

وهي مكية ما خلا ثلاث آيات منها، فإنها نزلت بالمدينة، وهي:أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } [السجدة:18] - إلى تمام الآيات.