الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قيل في من نزلت هذه الآية بسببه قولان:

قال مجاهد: نزلت في ابي سفيان لما جمعهم على طعامه فاطعم حلفاءه وترك حلفاء النبي صلى الله عليه وآله. وقال ابو علي الجبائي: نزلت في قوم من اليهود دخلوا في العهد فيما دلت عليه هذه الصفة. ومعنى { اشتروا بآيات الله } استبدلوا بحجج الله وبيناته العظيمة الشأن { ثمناً قليلاً } اي عرضاً قليلا. واصل الاشتراء استبدال ما كان من المتاع بالثمن، ونقيضه البيع، وهو العقد على تسليم المتاع بالثمن. والثمن ما كان من العين والورق - في الأصل - ثم قيل لما اخذوه بدل آيات الله ثمن، لأنه بمنزلته في أنه يستبدل به. وقوله { فصدوا عن سبيله } اي صدوا عن الاسلام، ومعنى هذه الفاء كمعنى جواب الجزاء، لان اشتراءهم هذا اداهم إلى الصد عن سبيل الله. والصد هو المنع. ثم اخبر تعالى عنهم انهم بئس ما كانوا يعملونه من هذا الاستبدال.