الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

بين الله تعالى انه { أعد } لهؤلاء المؤمنين والرسول { جنات } يعني بساتين { تجري من تحتها } ومعناه من تحت اشجارها { الأنهار }. والاعداد جعل الشيء مهيئاً لغيره تقول: اعدّ إعداداً واستعدّ له استعداداً وهو من العدد؛ لأنه قد عدّ الله جميع ما يحتاج إلى تقديمه له من الامور ومثله الاتخاذ. والوجه في اعداد ذلك قبل مجيء وقت الجزاء أن تصوره لذلك ادعى إلى الطاعة وآكد في الحرص عليها ويحتمل أن يكون المراد أنه سيجعل لهم جنات تجري من تحتها الأنهار غير أنه ترك للظاهر. وقوله { ذلك الفوز العظيم } اشارة إلى ما أعده لهم واخبار منه بأنه الفوز العظيم. والفوز النجاة من الهلكة إلى حال النعمة، وسميت المهلكة مفازة تفاؤلا بالنجاة وإنما وصفه بالعظيم لأنه حاصل على جهة الدوام.