الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

قوله { فليضحكوا } صيغته صيغة الامر والمراد به التهديد، وإنما قلنا: إنه بصورة الأمر، لأن اللام ساكنة ولو كانت لام الاضافة لكانت مكسورة لأنها تؤذن بعملها للجزاء المناسب لها، فلذلك الزمت الحركة. والمراد بالاية الاخبار عن حال هؤلاء المنافقين وأنها في وجه الضحك كحال المأمور منه فيما يؤل اليه من خير أو شر على صاحبه، فلذلك دخله معنى التهدد، والضحك حال تفتح وانبساط يظهر في وجه الانسان عن تعجب مع فرح، والضحاك هو الانسان خاصة. والبكاء حال يظهر عن غم في الوجه مع جري الدموع على الخد، وهو ضد الضحك تقول: بكا بكاءاً، وأبكاه الله ابكاءاً، وبكاه تبكية وتباكى تباكياً واستبكى استبكاءاً ومعنى الآية أن يقال لهؤلاء المنافقين: فاضحكوا بقليل تمتعكم في الدنيا فانكم ستبكون كثيراً يوم القيامة إذا حصلتم في العقاب الدائم { جزاء بما كانوا يكسبون } نصب (جزاء) على المصدر أي تجزون على معاصيكم، ذلك جزاء على أفعالكم التي اكتسبتموها.