الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

اخبر الله تعالى بأنه كما وعد المنافقين بنار جهنم والخلود فيها كذلك { وعد الله المؤمنين } المعترفين بوحدانيته وصدق رسله وكذلك { المؤمنات جنات } يعني بساتين يجنها الشجر { تجري من تحتها الأنهار } وتقديره تجري من تحت اشجارها الأنهار. وقيل: أنهار الجنة أخاديد في الأرض. فلذلك قال { من تحتها } وانهم فيها خالدون اي دائمون { ومساكن طيبة } معناه وعدهم مساكن طيبة. والمسكن الموضع الذي يسكن وروى الحسن انها قصور من اللؤلؤ والياقوت الاحمر والزبرجد الاخضر مبنية بهذه الجواهر. وقوله { في جنات عدن } فالعدن الاقامة والخلود، ومنه المعدن قال الاعشى:
وان يستضافوا إلى حكمه   يضافوا إلى راجح قد عدن
وروي أنها جنة لا يسكنها إلا النبيون والشهداء والصالحون.

وقوله { ورضوان من الله أكبر } قال الرماني: الرضوان معنى يدعو إلى الحمد بالاجابة يستحق مثله بالطاعة فيما تقتضيه الحكمة. وانما رفع { رضوان } لأنه استأنفه للتعظيم كما يقول القائل: اعطيتك ووصلتك ثم يقول: وحسن رأي فيك ورضاي عنك خير من جميع ذلك. وقوله { ذلك هو الفوز العظيم } معناه هذا النعيم الذي وصفه هو النجاح العظيم الذي لا شيء فوقه ولا اعظم منه.