الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }

أخبر الله تعالى في هذه الاية بانه إنما يستأذن النبي صلى الله عليه وآله في التأخر عن الجهاد والقعود عن القتال معه القوم { الذين لا يؤمنون بالله } اي لا يصدقون بالله ولا يعترفون به { واليوم الآخر } يعني بالبعث والنشور { وارتابت قلوبهم } يعني اضطربت وشكت. والارتياب هو الاضطراب في الاعتقاد بالتقدم مرة والتأخر اخرى. والريبة شك معه تهمة: رابني ريباً وريبة وارتاب ارتياباً، واستراب استرابة.

وقوله { فهم في ريبهم يترددون } معناه فهم في شكهم يذهبون ويرجعون والتردد هو التصرف بالذهاب والرجوع مرات متقاربة، مثل المتحير، ردّه ردّاً وردّده ترديداً، وتردّد تردداً وارتدّ ارتداداً، وراده مرادة، وترادّ القوم ترداداً، واسترده استرداداً. وقوله { في ريبهم يترددون } يدل على بطلان قول من يقول: إن المعارف ضرورة، لأنه تعالى أخبر أنهم في شكهم يترددون، صفة الشاك المتحير في دينه الذي ليس على بصيرة من أمره. وقيل في معنى اليوم الاخر قولان:

احدهما - انه آخر يوم من أيام الدنيا والمؤذن بالكرة الأخيرة.

الثاني - وهو الاقوى - انه يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة وهو الاظهر من مفهوم هذه اللفظة.