الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه متى أنزل سورة من القرآن { نظر بعضهم إلى بعض } نظراً يومئون به { هل يراكم من أحد } وانما يفعلون ذلك؛ لأنهم منافقون يتحذرون أن يعلم بهم، فكأنهم يقول بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد ثم يقومون فينصرفون. ويحتمل أن يكون انصرافهم عن العمل بشيء مما يستمعون. فقال الله تعالى { صرف الله قلوبهم } يعني عن رحمته عقوبة لهم { بأنهم قوم لا يفقهون } مواعظ الله ولا أمره ونهيه. وإنما صرف قلوبهم عن السرور بالفائدة التي تحصل للمؤمنين بسماع الوحي، فيحرمون ما للمؤمنين من الاستبشار بتلك الحال. والفقه فهم موجب المعنى المضمن به، وقد صار علماً على علم الفتيا في الشريعة لان المعتمد على المعنى. وكان القوم عقلاء يفقهون الاشياء؛ وإنما نفى الله عنهم ذلك لانهم لم ينظروا فيه، ولم يعملوا بموجبه، فكأنهم لم يفقهوه، كما قالصم بكم عمي } لما لم ينتفعوا بما سمعوه ورأوه.