الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قرأ ابو عمرو وحده من السبعة وابو جعفر { الأسارى } الباقون { الأسرى } وابو عمرو جمع المذهبين في الاول والثاني. وحمله الباقون على النظير في المعنى.

وقد فسرنا فيما مضي الاسير من اخذ من دار الحرب من أهلها، ولو اخذ مسلم لكان قد فك اسره. خاطب الله بهذه الآية نبيه صلى الله عليه وآله وامره ان يقول لمن حصل في يده من الاسرى يعني من حصل في وثاقه وسماه في يده لانه بمنزلة ما قبض على يده بالاستيلاء عليه ولذلك يقال في الملك المتنازع فيه لمن اليد؟ وقوله { إن يعلم الله في قلوبكم خيراً } يعني اسلاماً. وقيل معناه إن يعلم منكم خيراً في المستقبل بأن يفعلوه فيعلمه الله موجوداً، لان ما لم يفعل لا يعلمه موجوداً والخير النفع العظيم، وهو ها هنا البصيرة في دين الله وحسن النية في امر الله. وقوله { يؤتكم خيراً } يعني يعطيكم خيراً { مما أخذ منكم } من الفداء. وقال الحسن اطلقهم بالفداء، ولو لم يسلمو لم يتركهم.

وقوله { ويغفر لكم } يعني زيادة مما يؤتيهم يغفر لهم معاصيهم ويسترها عليهم لانه غفور رحيم. وروي عن العباس انه قال: كان معي عشرون اوقية فأخذت مني فاعطاني مكانها عشرين عبداً ووعدني بالمغفرة. وقال العباس فيّ نزلت وفي اصحابي هذه الاية، وهو قول ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم.