الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

هذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يقول له: يكفيك ان يكون ناصرك على اعدائك الله تعالى، والذين اتبعوك من المؤمنين من المهاجرين والانصار، وانما كرر قوله { حسبك } مع انه قد ذكر فيما قبل، لأن المعنى هناك إن أرادوا اخداعك كفاك الله امرهم. وها هنا معناه عام في كل ما يحتاج فيه إلى كفاية الله اياه. وقوله { ومن اتبعك } يحتمل اعرابه وجهين:

احدهما - ان يكون نصباً. والمعنى ويكفي من اتبعك على التأويل، لأن الكاف في موضع خفض بالاضافة لكنه مفعول به في المعنى، فعطف على المعنى، وليس ذلك بكثير. واجاز الفراء الرفع لقوله { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين } ومثله قولهإنا منجوك وأهلك } وقال الشاعر:
اذا كانت الهيجاء وانشقت العصا   فحسبك والضحاك سيف مهند
وهو معنى قول الشعبي وابن زيد. وقال الحسن: هو عطف على اسم الله، فيكون رفعاً. والكسائي، والفراء، والزجاج أجازوا الوجهين وحمل عليهما معاً ابو علي الجبائي. والاتباع موافقة الداعي فيما يدعوا اليه من اجل دعائه. والمؤمنون يوافقون النبي صلى الله عليه وآله في كل ما دعا اليه. وقال الواقدي: نزلت هذه الاية في بني قريظة وبني النضير لما قالوا له: نحن نسلم ونتبعك.