الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

معنى { تثقفن } تصادفن وتلقين. واصله الادراك بسرعة تقول ثقف الكلمة فهو ثقف، وثقفه اذا قومه وثاقفة مثاقفة اذا تدارك كل واحد منهما امر صاحبه بسرعة ودخلت نون التأكيد لما دخلت " ما " ولو لم تدخله لما حسن دخول النون، لان دخول " ما " كدخول القسم في أنه علامة تؤذن أنه من مواضع التأكيد المطلوب من التصديق، لأن النون تدخل لتأكيد المطلوب فيما يدل على المطلب، وهي في ستة مواضع: الأمر، والنهي، والإستفهام، والعرض، والقسم، والجزاء مع " ما ".

وقوله { فشرد بهم من خلفهم } يحتمل معنيين:

احدهما - اذا اسرتهم فنكل بهم تنكيلا يشرد غيرهم من ناقضي العهد خوفاً منك، وهو قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير والسدي وابن زيد.

الثاني - افعل بهم من القتل ما يفرق من خلفهم، في قول الزجاج.

والتشريد التفريق على اضطراب، شرد يشرد شروداً وشرده تشريداً وتشرد تشرداً. ودابة شرود. والتشريد والتطريد والتبديد والتفريق نظائر.

وقوله { لعلهم يذكرون } معناه لكي يفكروا فيتعظوا وينزجروا عن الكفر والمعاصي. وروي في الشواذ { من خلفهم } والمعنى نكل بهم انت يا محمد من ورائهم والاول اجود. وعليه القراء.