الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ }

هذا خطاب للذين آمنوا من بين المكلفين ناداهم الله ليقبلوا إلى امر الله بما يأمرهم به وانتهائهم عما ينهاهم عنه بالتأمل له والتدبر لموجبه ليعملوا به ويكونوا على يقين منه. وقوله { إذا لقيتم الذين كفروا } فالالتقاء الاجتماع على وجه المقاربة لأن الاجتماع قد يكون على غير وجه المقاربة، فلا يكون لقاء كاجتماع الاعراض في المحل الواحد. و { الذين كفروا } هم الذين جحدوا نعم الله او من كان بمنزلة الجاحد. فالمشرك كافر، لأنه في حكم الجاحد لنعم الله إذا عبد غيره.

وقوله { زحفاً } نصب على المصدر، فالزحف هو الدنو قليلا قليلا والتزاحف التداني، زحف يزحف زحفاً، وازحفت القوم اذا دنوت لقتالهم وثبت لهم، والمزحف من الشعر الذى قد تدانت حروفه على ما ابطلت وزنه.

وقوله: { فلا تولوهم الأدبار } نهي لهم عن الفرار عند لقائهم الكفار وقتالهم اياهم.