الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلٰتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }

قد بينا معنى الابلاغ، وهو احضار الشيء غيره على وجه الانتهاء، ومنه قولهثم أبلغه مأمنه } وقد يكون احضارا لنفس البيان للافهام، والابلاغ أشد اقتضاء للمنتهى اليه من الايصال، لانه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغه التي تصل الى سويداء قلبه. ولا يجوز بدل { رسالات ربي } نبوات ربي، لان النبوة تكليف القيام بالرسالة، فانما يبلغ الرسالة ولا يبلغ التكليف.

وقوله { وأنا لكم ناصح أمين } معناه اني ناصح لكم فيما أدعوكم اليه من طاعة الله واخلاص عبادته. وقيل: ان معناه اني كنت فيكم أمينا قبل النبوة والنصح إِخلاص المعاملة من شائب الفساد في النية. والامين المأمون من أن يكون منه تغيير له أو تبديل.

وفى الآية دلالة على أنه يجوز للانسان أن يزكي نفسه عند الحاجة اليه.