الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }

انتصب قوله { أخاهم هوداً } بقوله { أرسلنا } في أول الكلام وإِن تطاول ما بينهما، لأن تفصيل القصص يقتضي ذلك، والتقدير وأرسلنا { وإلى عاد أخاهم هوداً } ويجوز في مثله الرفع وتقديره، والى عاد أخوهم هود مرسل.

و (الأخ) أحد الولدين لواحد. وإِنما قال لهود (ع) أنه أخوهم، لأنه كان من قبيلهم، وجاز ذلك على غير الاخوة في الدين، لأنه احتج عليهم أن يكون رجلاً منهم، لأنهم عنه أفهم واليه أسكن.

وصرف (هود) لخفته، كما صرفت جمل لخفتها، وهو أحق بالصرف، لأنه أكثر في الاستعمال.

في هذه الآية إِخبار من الله تعالى انه أرسل الى قوم عاد هودا، وأنه قال لهم { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وقد فسرنا معنى ذلك أجمع وبينا أيضا حقيقة العبادة، وأنه لا يستحقها غير الله، لانها على أصول النعم، والشكر قد يستحقه غير الله، لانه يستحق بالنعمة وان قلت، وكذلك الطاعة قد تجب لغير الله، فعلى هذا تكون عبادة اثنين شركا، ولا يكون طاعة اثنين شركا، كما أن الشكر على النعمة لاثنين لا يكون كذلك اذا لم يكن واقعا على وجه العبادة. وقوله { أفلا تتقون } معناه، فهلا تتقون، وهو بصورة الاستفهام والمراد به حضَّهم على تقوى الله واتقاء معاصيه.